الشِّعرُ مُزْنِي وَ هَذا الصَّمتُ یُفنِینِي
و یُضْرِمُ الجَدْبَ جَمْرًا في رَیَاحیني
تَحَجّرَتْ کلِماتي.. فِي فَمي انتَحَرتْ
سُقْمًا و عُقْمًا و أضحَی النَّبضُ مِن طِینِ
غَاضَتْ یَنابِیعُ شِعري.. مَن یُفجِّرُها؟
وَیَرتِقُ الشّرخَ في مَجرَی شَرایِیني
مَن لِي بِأحلامِ أشعَارٍ تُٶَثّثُنِي؟
جَالَ الفَراغُ ببَیتِ الحَرفِ یُقصِینِي
مَن لِي بِرَفّةِ مِجْدافٍ علی نَغمٍ
في لُجِّ بَحرِ الهَوَی بِالشّدوِ یَحْدُوني
یُرْسِي بأخیِلتي في شَاطيءٍ أَرِجٍ
یُهَدْهِدُ النّبضةَ الظَّمأی و یَروِیني۔
مَن لِي بِعَشتارَ بالأشذاءِ تُوقِظُنِي؟
بِقُبلةٍ من رُضابِ النُّورِ تُحیِیني
فِي سَلّة العِشق وَالأشعارِ تَجمَعُني
تُلملِمُ ألمَا تَشظّی مِن عَناوِیني
و فِي مُرُوجِ الغمامِ الغُرِّ تزرَعُني
وفوقَ عَرشِ النّجُومِ الزُّهرِ تَرمیني
و نَعلَها المُشرِقَ الرَّیّانَ تُلبِسُني
فیَرقُصُ العُشبُ غَضًّا في بَساتیني
و یَسرَحُ النُّورُ في أمدَاءِ قافِیتي
وَیَنضَحُ العِطرُ في اؔسِي و نِسرِینِي
و یَصدَحُ الطیرُ في أفنانِ أخیِلَتي
وَ یَرسُمُ الشَّفقُ الزّاهِي أفَانینِي.
مَن لِي بِتَمُّوزَ إذ یَصحُو یُعَمِّدُني
وَ یَمهُرُ النّبضَ بالأشوَاقِ تُغرِیني
یُخَضّبُ الرُّوحَ بالأنوارِ تُلهبُني
وَ یَنفَحُ الحِسَّ بالأزهارِ تُشذِیني
وَ فِي رَبیعِ المُنَی وَ الشّعرِ یَغرِسُني
خَمیلةً وَالشّذَا والنُّورُ یَکسُوني
مَن لِي بِهارُوتَ أو مُارُوتَ یُسعِفُني
وَ یُنقذُ النّبضَ من أشدَاقِ تِنّینِ
مِن قُمقُمِ العَجزِ و الإخفاقِ یُطلِقُني
وَ مِن قُیُودِي بِقبوِ العُقمِ یُنجِینِي
یُحرّرُ الوَطنَ المسلُوبَ من عُقدٍ
یشْفِیهِ من نَفْثِ أحقادٍ و یشْفِیني
مَن لِي بِهُدهُدِ بَلقیسٍ لیَحمِلَني
إلی مَرافٍ بِشَطٍّ الوَصلِ تُرسِینِي
السِّندِبادُ أنا ۔۔ضَیّعتُ خارِطتِي
لَا أفقَ یَطلبُني.. لا أرضَ تَدعُوني
مَثْلُومةٌ سُفُني و البَحرُ یَمضُغُني
یَمُجُّني وَ صُخُورُ الغَمرِ تُدمِیني.
مَن لِي بِیُوسُفَ مِن لَوثٍ یُطَهِّرُني
أنا زُلیخةُ عِشقِي کادَ یُردِیني
قُدَّتْ بُرُودُ الأمَاني الغُرِّ مِن دُبُرٍ
بِطَعنةٍ مِن مُدًی بِالغَدرِ تَفرِیني
فَمَن لِصَبري بِیَعقُوبٍ یُزَوِّدُهُ
فَأرتَقِي فَوقَ أوْصَابِي و یَرْقِینِي
مَن لِي باؔدمَ فِي جَنّاتِ صَبْوتِنا
تُفّاحَةَ الطُّهرِ و الإیمَانِ یُهدِینِي
وَ یَقطفُ الوَصلَ مِن حَبّاتِ دَالیةٍ
بِالعِطرِ تَغْسِلُني بالشَّهدِ تَطلِیني
حَوَّاءُ.. فِي مِحنَتِي ضَیُعتُ ذَاکِرَتي
فِرْدَوسُنا صَارَ بالحَیّاتِ یَکوِینِي.
مَنْ لِي وَ مَنْ لِي وَمَنْ لِي؟ بَحرُ أسٸلةٍ
فِي لُجّةِ العَتمِ وَ الِإلغازِ تُلقیني
أحلَامُها مِن نَسیجِ الشَّوقِ أسْبِکُهَا
وَ أَسْکُبُ الجَمرَ فِیهَا عَلَّ تُحْیِیني
وَ لا جَوابَ مِن الأنفَاقِ یُخرِجُني
وَ یَکشفُ اللُّغزَ فِي کُنْهِي و تَکْوِیني
تَغریبَةُ العَتمِ لفَّتني بِحُرقَتِها
ضَخَّت صقیعًا و لهبًا في شَرایِیني
حَرًّا وَ قَرًّا و تاهَ النّبضُ بَینَهُما
ضِدَّانِ في خَاطِري …کُلٌّ یُمَنِّینِي
وَ الرُّوحُ ضَجَّت مِن الأعتامِ فانْبَطَحَتْ
عَلی رَصیفِ الأسَی وَجدًا تُناجِینِي
تنُوءُ من شوقها..تهْذي بصبوتها
مَقْرُورةُ الصّدرِ من أحْمال تِشرینِ
و الخوفُ عَرّشَ شوکًا في جداٸلِها
وجَزّ جیدَ الأماني نَصلُ سِکّینِ
تَبغِي جَوابًا یُزیحُ اللّیلَ مِن طُرُقي
وَ یُمطِرُ الدَّربَ بِالأنسَامِ تُشذِیني
تَقُولُ وَ الوَجدُ یَهمِي مِن مَدامِعِها
مِن جَفنِ صَبٍّ عَمیدِ النَّبضِ مَحْزُونِ:
“أرَی قُلوبًا هُطُولُ البَوحِ تُخْصِبُها
نَفْحًا نَدیًا.. وَإنّي القَحطُ یَطوِیني
مَتَی سَتَهْمِي هُطُولِي مِن غَماٸِمِها
قَطرًا شذیًا بِنَفحِ الشِّعرِ یَحبُونِي
مَتی سَأغزِلُ مِن شَمسِ الضُّحَی غَزَلًا
یُحْیِي حَنیني و بالنّجوَی یُحَیّیني
فیُزْهرُ السَّوسَنُ المَکبُوتُ فِي شَفَتِي
و یَرْقُصُ الوَرْدُ حُرّا في فسَاتیني. ”