نص هارب من معناه / بقلم: ذ. نور الدين برحمة / المغرب


لم تعد كذلك …. يا ولد الريح منذ أن سقطت على رأسك اختنقت صرختك وقلت للسماء
اسحبي غيمتك فهنا حين ينزل الغيث يختار حقول الغير…
تكبر السنابل ننظر إليها من بعيد … أحيانا نحصدها … أحيانا نجمع أكياسها لكن لا نأكل منها… منذ كنت يا ولد الريح ووجهك كمثلث العطب لا يصلح للقبل ولا حتى للصفع … تكتب على
أوراق النسيان مذكرة لرجل كان يشبه الرجال وتغني مع البلابل قصائد لصباح يأكل جسدك والليل ينهش صدرك … لك الحق ان تنام وعينك للجدار لا عاشقة تحميك من خوفك ولا الخوف يحميك من جنونك … تحمل قبرة في صدرك كلما تنفس كان منقارها السباق لاستنشاق عبير حلمك وهل لك ان تحلم وانت تحاول ان ترسم زهرة على بلاط حجرتك 
الأزهار تلوي أعناقها في مساحة بيتك … الأزهار لا تحب سقف الحجرات ولا اسمنت الجدار… الأزهار تكبر على شاهدة قبرك تكون صفراء هدية العراء إليك 
يا ابن الريح أوصد بوابة عشقك … من يحب فزاعة الحقول غير طائر أنهكه الضياع
فعاد ليغازل خوفه … كم أحببت كم … تلك المرأة التي وهبتها نصف أحلامك باعتك للريح يا ابن الريح أوصد بوابتك فمثلك لا يعشق غير أشباح تخيفه ليشعر بوجوده
يا ابن الريح ابتسم لتكون ريشة في مهب الريح ….

ذ. نور الدين برحمة / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *