هذا الذّي سكنَ الفؤادَ طويلا
سحرٌ أُضافَ إلى الجمالِ جميلا
كالشّامِ عندي، بل كجنّةِ خالِقي
مِلكٌ وأُرسلُ بالودادِ رَسولا
يا وجهَهُ ،حسناً ليوسفَ مشرقاً
فاقَ الجميعَ بهاءةً ، وقُبولا
شَبهاً به، خُلِقَ الضّياءُ على المدى
وتشكّلت آياتُه تشكيلا
فردٌ تفرّدَ داخلي مستحكماً
ظلّا لروحيَ آمراً، مسؤولا
متمكنٌ منه الجمالُ صراحةً
لم يأتِ بلقيساً ولا رَاحيلا
فكأنّه حِجْرٌ بمكّة قائمٌ
يُفدي أسيراً ، ظامئاً، مغلولا
وكزمزمٍ تُغري الحجيجَ بشربةٍ
تُشفي شقيّاً، لم يزلْ مَعلولا
ولكمْ أُشَهي النّفسَ حجَّ جنابهِ
ولخالِه كم أشتهي التّقبيلا
أفنيتُ فيه جلادتي وتجلّدي
لا مارغبتُ إلى سواهُ وصولا
دمعي لطولِ جفاهُ أضحَى أنهراً
لا تكثروا قولاً بهِ ، أو قِيلا
ألفاً أصيحُ ، و لن أملّ عطاءَهُ
حاشا لمثليَ أن يكونَ مَلولا
لولاهُ ما صغتُ النّشيدَ براعةً
أبداً ولا رُمتُ القريضَ دليلا.