وها نحنُ في البيتِ نُسرجُ ضجيجَ الفراغِ المتيبّسِ ونرحل في عالمٍ واسعٍ ختزلتهُ الأقلامُ الى قطعةٍ صغيرةٍ يضمّها كفٌّ ويسيرُ بها حيث يشاء، وننسجُ من هذه الحريةِ أسراباً من مرايا السهرِ، في هذا العالمِ بعيداً عن النجومِ لا نكترثُ للظلمةِ أو نبحث عن قمرٍ فضيٍّ يسامرُ وحشةَ الطريق، وأمسى لدينا من الصبرِ ما يكسرُ شوكةَ مدينةٍ كاملةٍ باقتحامِ الحروفِ، وعلى الرغمِ من أنّكِ معي أبحثُ عنكِ في زوايا التأمّلِ وأطالع في عينيكِ كتابَ الوجودِ، أبحثُ في دمي عن مرفأٍ للسكونِ أُلقي فيه ما تبقّى من رحيقِ الأعوامِ أشدّ به أزرَ الحكاية