في ذاك الدّجى، شرب سواد ليل سرق لونه من عينيك وما ارتوى، تسير الأحلام على شفا الأوهام جابت بيداء الحقيقة وما وطئت أرض اليقين!! هناك، يقف الصّبر على شاطئ المستحيل، يتفيّأ ظلال وجهك طواه الرّحيل..
عالية أمواج غيابك ونازف منّي الوجع، أراك تبحر والذّاكرة وأراني في مركب خرقته أيادي الحنين أجدّف بضلوعي وتشرئبّ الأسئلة الغرقى في قاع التّيه إلى مرافئك البعيدة
على العهد باقية أناي، أناجيك في هدأة الصّمت النّاشب أظفاره في جسد النّهى الممزّقة أشلاؤه أمام عسف اليتم المدجّج بأسلحة الزّمن الهارب، ولا أسمع غير تراتيل صوت غفا منذ خمسة عشر حولا من الأوجاع..ما عدت أحصيها، فالعمر دونك ظلّ أبحث عنه ولا ظلال أتفيّأ الأمان فيها!! لا قبس من النّور كنته ليضيء عتمة أحياها..لا خطو أسابقه كي أراني في خفق فؤادك بهجة حينما تلثم عيناك عينيّ..ولا أنامل تجود بمرمر السّحر فيها حين تداعب خدّ أساي..فليت كفّ الدّهر المغلولة إلى عنق المستحيل تغدق عليّ بمناي
هل سأعانق ذاك الفجر القصيّ ذات ميلاد؟ هكذا فرّ الحرف المغمّس بالأسى من شفاه ظامئة لنبع حنان غائر في فجوات اللاّنهاية ليفيض ما في الصّدر من ضيق يلاحق اتّساع المدى ولا سبيل