المتواضع / بقلم: ذة. وجدان بودرة / المغرب


المتواضع هو المحترم للخلقِ، الرجّاع و القابل للحقّ، المتعلق بالسماويات و النافر من المدائح والمراتب، ينتشر له ذكر عطر، فيأخذ الناس يتحدّثون بأدبه و لطفه، ومروءته وكرمه، وأياديه الظاهرة و الخفيّة، ورحمته الخاصة و العامة، وإذا سأل سائل من السابلة أو الطارئين: من هذا؟! كان جواب المجيب: إنه المتواضع و كفى؛ كشجرات البنفسج المختبئة بين لفائف الأدغال، ينشقّ النّاس لطيبها و يمدحون عُرفها، وإن لم يعرفوا مكانها، وقد وهبه اللّه قريحة وقّادة، و ذهنا خصبا، وذوقا سليما، و مخيلة قادرة على جمع شوارد الأشياء و التأليف بين متنافراتها، فضيلة التواضع جعلته ذاك السّامريّ الصّالح، لأنه كان رجاء رحمة في قلوب مشتاقة إلى العطف و الحنان، نفسه تعطي، و تبذل، وتتنافى دون طلب الشّكر أو المديح.

ذة. وجدان بودرة / المغرب



تعليقات على “المتواضع / بقلم: ذة. وجدان بودرة / المغرب”

Comments are closed.