سَبقْنا الظِلّ عروجاً في فضاءآتِ الحُلُمِ وأعدْنا ترتيبَ المسافاتِ بيننا وذبْنا في بحور التوقِ حدّ الثمالةِ، ثمّ نشهقُ أنفاسَ الفرحِ اجتراراً للشهودِ بعدَ الغيبِ فهلْ لهذا الاحتجابِ من مبرّر !؟ وهذا الشفقُ قد اصطبغَ بلونِ شفتيكِ القرمزيتين ، وعيناكِ غائرتان في جوفِ سماءٍ لازورديةٍ ، واستدارةُ وجهكِ الأَغرّ تحاكي صورةَ القمرِ عندَ كمالهِ ، ماذا لو طالَ أمدُ النأي هَلْ أشكو وحشةَ البعدِ ومعي من يُذكِّرني بكُلِّ تفاصيلكِ غير المقروءةِ إلاَّ لخيالي السابحِ في بحرِ عوالمكِ اللامرئيّةِ ، ماذا لو قلبْنا الصورةَ وكوّرْنا الحلمَ نقرِّبُ الجزءَ المُضاء من عوالمنا السفليةِ نتلو عليها آيات الحضورِ نترنمُ أشعارَ المساءِ علىٰ ضَيِّ القمرِ فتورقُ القصائدُ من اخضرارِ الهواجسِ الكظيمةِ ، ماذا لو جئتِ بصورةِ قَوس قُزح كطيفِ الخيال وسكنتِ في جوفِ الحَدَقِ إذاً لَمَحونا ما كانَ بيني وبينكِ من مرافِئ توقّدتْ من قناديلِ النسيانِ فأطفأتْ شموعَ الذكرياتِ الحزينةِ تعالي نتعللُ بنسائم الخريفِ اللافحةِ على مداراتنا البعيدةِ نخبو تحتَ ظِلِّ السنا شَغَفاً وهذا الثَرى يرتّقُ أثوابَ الشتاتِ بخيوطِ الوصلِ ،ننتفضُ علىٰ كُلِّ الظلالِ نمتطي صهوةَ الشرودِ لما وراء الأفقِ نموجُ بينَ السحابِ كنجمينِ خافتينِ يختبئآن ولا يفترقان