رأيتك كاملا ،بلا ظلّ ،تحيط بك أحضان الصّبّاحات الكسولة ،في جزيرة اللّقاء المعلّق
على شاطئ الذّاكرة
..إلى صباحات كانت تشرق بدعائك
لا تكفي ورقة برقة نبض بطيئ ،ان تقرع معي أجراس الغياب ،وتتنهّد ملء قفص صدريّ يستجدي الاوكسجين من أمس أفل
ولم يحمله في جرار تطمر في أديم النسيان ،لقد تركها ترشح بك وبعطورك ،وتهذي بكلماتك ،وتستذكر صدى وقع خطوتك ،وامّا عن تلك الابتسامة ،فلا يمكن للأبجديّة تدوينها ،فحتّى القمر الذّي يشبهك لونا ،يغار منها ،تلك اللّيلة، رأيتها تختفي وراء سحب كثيفة ، وتسربت من الكثافة القطنيّة ،لتمسك ببريق الوجهة الفارهة ،فأنارت ضحكتك سمائي ، ولن أبالغ إن قلت ،كلّما تذّكرتك غاب كل الأمس فيك وحضرت طيفا مطلقا ،منعتقا من قيود الأمكنة والأزمنة ،ترفرف في علياء أنفاسي ،حتّى انّك امتزجت بالصّباح وإشراقاته ،والمساء ونسائمه ،لا غياب واضح لك، ولا حضور
معلن بل مجيئك ك_ ياسمين المدن العتيقة ،متى ما عبرت زقاق الذّاكرة إلاّ و غمرت مدونات الفكرة بالضّياء..
لك رسالة من عبرة المحبرة
التّي تحتفل حروفها بربيع يزهر فيه النّرجس المنعتق من سجن بذوره الدّاكنة ،للّقاء على سجّاد من عشق وحلم
ودعاء ايّها المترف الثمالة في كؤوس الروح ابتعد فالأرض قفص الأجساد ،وقيود لأصوات بلا صدى