تلك الزيزفونة ،وافرة الحظّ .ظلّها تحيط به أسيجة الشّمس ،ولا قدم تدوس على محراب عتمته الهادئة ، فقليلة هي الأطياف التّي تعبر شوارع فكره ،تتربّع على جرائده ،يرتشفها مع قهوة الصباح ،والمساء ،ويدّخّنها بغليونه ..تراه يعيد تشكيل الكلمات المتقاطعة ،يبتلع بمغص ،وغصّة نشرات الأنباء ، يختلس النظر لراقصة تهزّ وتر الواقع ،تترّنم بأجوف النّوتات الموسيقة ،والغناء بصوت كلّ حباله متقطّعة وقصيرة كما حبال الكذب والزّيف ،يستغفر ،يندّد ،يرعد ،في فيضان شرايينه السّاخنة ،كل سماء العالم ربيعيّة ،لقد لفظت الشّوارع سكّانها ،وانتقمت الارض لنفسها ،حتّى تنعم بهدوئها الأوّل ولو نسبيّا ،إلاّ في مزارعه ،وأوديته ،حيث كان مسكونا بهواجس الرّاحلين ،و مبحرا حينا في أمسه ،ومجدّفا في عوالم توّشحها خيبات وأزمات ونقاط ضوء في حاضره ،أزعجه صوت ينطلق من بين راحتيه لهاتف ذكيّ ،يسرد على مسمعه وحشيّة الموت ،وفوضى الحجر ،وارتفاع نسب العنف والجريمة ،والألم المتناثر في زوايا متفرقّة من الكرة الارضيّة ، وٱلة تمتصّ حياة الأبرياء ،بالنار ،بالصّمت ،،،وايّ صمت انّه صمت المتٱمر ، بين طاولات ترقص فوقها كؤوس الخمر الثّملة بعقول الماسكين بكمّام الحياة ووهم البقاء ،،، نفث دخّان رتابة ، تكوّرت في عمقه كغصّة هذه الأسئلة التّي قد تموت وهي بلا جواب ،في الجوار تنبش الجثث في وصيّة تالفة ،هزّ رأسه ،كانت صورة ظلّه تسرق لحظات من حاضره ،لتعيده بعثا في الماضي الٱمن ،،،انتشرت فروعها حطبا على أسقف مذكّرات بلا أسماء و تزحف على معصمه بلا اكتراث ، لحظات. كدبّة الحلزون على شريان الارض