على أنغام برودة الشتاء
ودندنات قطرات مطره
أنتشي نشوة الدفء
أحلق بخيالي
في أعالي القمم البيضاء.
أحدق في السفح البعيد.
وأحضن زرقة السماء.
تستقبلني مساحات الجليد.
قره يصفعني
برفق يلاطفني
وأشعة الشمس تخاصمه
تنحني القمم
تذوب من شدة الخجل
تتدفق شلالات
وحضرة الماء يصلح الخصام.
ينمحي الإبهام.
ينجلي الأمر
يتضح الفهم
ويصمت الكلام.
يبتسم الصخر بوجه رمادي فاتح
كريش الإوز
وريش اليمام.
أنقل خطواتي بينه
تنزاح براعم الزهر
تفتح لي الطريق.
خشية التجاهل
ووطأة الأقدام.
أنحدر متأملا
متعجبا
معجبا
مبتهجا بلحظتي
بجمال الكون
بوجهه الساحر
بنبراته الجميلة الأنغام.
أستوي على البسيطة
أتحرر من ضغطي
من نفسيتي
وأطلق العنان.
حرا
طليقا
صافي المزاج
كامل الانسجام.
أجلس القرفصاء
أسمع النداء
أرفع هامتي
أوجه بصري
يتراءى لي راع من رعاة البلدة
يرعى قطيع العنزات
المختلط بالأغنام.
يسقيني حليبا دسما
بعد تحيته
وبعد رده السلام.
أشربه بلهفة
يبادلني الكلمات
يرشدني
يدلني على وجهتي
أستودعه
أتابع رحلتي
بعيدا عن الواقع
ملامسا خيالي
معانقا الأحلام.