لا تَسأل الروحَ عمّا أَلَمّ بها وأنتَ أنتَ داؤُها ودواؤُها وهَلْ تُسألُ الأكبادُ الحَرّىٰ إذا لفّها الظمأ !؟ وقُطِعَ عنها الماءُ فغدتْ كأرضٍ غادرَها مطرٌ لا يعرفُ طريقَ العودةِ ولا لوعدهِ أَجَل هَلاّ باغتّ النجومَ بقراءةِ سيرها وهيّ تطوي المنازلَ فتثملكَ بندى الاقتفاء!
أو راودتّ الصواعقَ عن نفسها لتريَكَ كيفَ تَفكّ خيوطَ المطرِ!
كيفَ لا وكُلّ القناديل في الخلايا تنامُ وفي المخاضِ تعجّ بالضياء تهدهدُ بزوغَ الفجرِ علىٰ سرائر الظلامِ ترتّقُ عورةَ الغروبِ بشعاعٍ من سمائها الوضيئةِ وتسقيكَ شهداً يضجّ أسىً من كؤوسها المترعاتِ خُذْ منها ما تشاء واعطني من تراتيلِ شوقكَ ضوعاً أتنشقهُ فأشتفي وَجْداً حينَ تغدو خيوط الوصلِ سلاسلَ من ذهبٍ يتبسّمُ الدُجى وينزّ صوراً موشاة وأثواباً مطرزة وعطراً دلقاً علىٰ ضِفافِ الروح.