لن أسقط …
أعاند فقط… فأنا القادم من جوف العناء..
….
من يريد الرحيل فليرحل لا مشكلة للقطار مع حقائب الزمن… هناك دائما من يمقت البقاء في مكان واحد… غريبة هذه اللحظات…. غريبة…. أهي الفتنة…؟
محطات الانتظار تسع الجميع…. حقائب تحمل أقنعة… تبحث عن أقنعة اخرى… لايشدها للآخر غير مصلحة… منفعة… عندما تنتهي المصالح…. يكبر النفاق ويمتد…. ويكثر البحث عن مبررات السقوط… من أراد السقوط فليسقط…. فالارض تسع الجميع…. لاتهتم يا رفيقي… مارس جنونك وانتظر…. فأنت كما أعرف عشت الخيانات الصغيرة والكبيرة… لكنك لم تسقط….
تعلم يا رفيقي… لاتجعل من جسدك وتدا مشدودا إلى فكرة جائعة للحب والعشق… مارس بعض الغياب حتى لا تكون كصخرة الواد كل من شعر بالضياع والتعب والترحال عاد ليستند عليك وليمد رجليه على رحابة صدرك…. مارس الغياب… ألم يقل الشاعر وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر…
لقد كنت يا عاشق الصمت أكثر من قديس… تلمس الخيانات في ثوب الآخر وتغمض عينيك…. لاتريد أن ترى… أن تسمع …
حتى أعتقد الآخر أنك ضعيف…. صغير ….
الآن بعد هذا العمر… اعتقد الاخر… أنك لن تمارس الغضب… لكن غضبك… غضب قديس… ستدخل مغارة الحلم وستعلن الخروج من عين الظلام… وستنسى أنك كنت صخرة الواد… كل من أتعبه الرحيل توسدك ….
الحب ليس كلمة تخرج لحظة من فم إعتاد قولها بمناسبة وفي غير مناسبة… الحب هو ذلك الصدق الذي يسري من العمق الى القلب فيكون… ويكون بلون الوفاء… يكون ابتسامة… لمسة… صدق في الموقف… شفافية في الفعل… أن يكون ومن تحب… هو أنت… أنت هو …
الخيانة لغة الذئب الجائع… يرافق شعاب النفاق… ينتظر غفلة الحمل الوديع…. ليكون الافتراس …
يا رفيقي كن أنت لتكون الشمس… ومارس جنون الصدق… وانتظر… ولا تستغرب فقد تأتي الخيانات من قديس…. أو من توهمت أنه قديس…. فليكن قلبك أقوى لتتحمل في يقين حكيم…. مارس غيابك ففي الغياب وجودك… ألم يقل الشاعر… وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر….
فلتكن البدر… ودع الأقنعة للوجوه الباردة…. يا لصقيع الفكرة ….
…..نورالدين وكفى… في زمن الانتظار…. في زمن الأقنعة…
ابتسم… ابتسم… هي هكذا…. ولاتنتظر أحدا… فالأشجار تموت واقفة.
ذ. نور الدين برحمة / المغرب
