وحده الخريف يشبهني.. / بقلم: ذة. أمينة نزار / المغرب


شغف هو السفر ..
حين يكون فيك..
إليك.. أو منك ..
لايهم…
فمتاهاتك كلها تؤدي
إلى ضياع..
لا تشفع له كل الأعذار..
أعشقه.. بوهيميا
مجذوبا..
مثل الدراويش
يرقص على أرض الحرية
يحلق في زمان المطلق
لا يستصدر
من أقبية الروتين
ولا ينحني لقرار..
وأكره الفصول..
حين تصادر حقي في الحلم
تلفح بسياطها
هشاشتي..
يتكالب عليها جلادوها
فيلهبونها حد الاستعار..
وينقلونها تحت الغصب
من نعيم الظل
لجحيم مائة حصار
وحصار..
يختل توازني..
أفقد صوابي..
فينفجر المخبوء
خلف ستار..
وحده الخريف يشبهني..
يختزل كل الفصول
ويحلق بي
خارج الحدود..
خارج القيود..
خارج الأسوار.
يتواطأ مع القصيدة
فتفرد أجنحتها
ودون وازع..
ولا رادع..
تبحر بي
ضد التيار..
وحين لاتستوعب
الأبجدية جنوني
أرسم عشقي
أملا…
بلون البحر..
رذاذا…
بهسيس المطر..
معزوفة..
بحفيف الريح..
قلقا…
بهدير الرعد..
ومضا..
بلمع البرق..
أطوف، وأطوف
في محراب العشق
حتى أصاب بالدوار..
أرفع في العباب أشرعتي
أنصب المكسور..
وأجزم بيقين..
ثم أقدم للغة اعتذاري..
وبين العاصفة والعاصفة
هدوء..
وبين الغيمة والغيمة
صفاء يزيل الغبش
وإشراقة
تنيرفي السديم
دربي ومساري.

ذة. أمينة نزار / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *