ناديت طيفك.. / بقلم: ذة. هندة السميراني / تونس


ذهب الذين تحبّهم.. ذهبوا (محمود درويش)


ناديت طيفك عابرا في مقلتي
وسكبت دمعا جارفا حرّ الشّجون
ناديت صوتك عازفا لحن الغياب
ونسجت حرفا طاردا عبء السّكون
ناجيت همسك راحلا والذّكريات
ودعوت صدرك: ضمّ قلبي والحنين
سافرت في جنح الأسى أشتاقني
لغة تبعثرها شفاهي والعيون
أسرفت أوجاعا بها عيني تبوح
وغرقت في يمّ الجوى، دمع الجفون
أهلكت روحا سابحه في الأمنيات
وطمحت ثغرا لاثما خدّ الأنين
يا من ضلوعي ترتجي فيه السّكن
ويصير يتمي بعده إثم السّنين
كم من دروب تلتهم خطوي إليك
فتبيت جوعى رعشة الحلم السّجين
كم من شفاه شاقها صمت طويل
فيتيه بوحي لا يروّيه الجنون
كم من حريق ألهب الشّوق الأسير
فأصير والذّكرى كتابا لا يبين
فكفاك جرحا يا سنيني الحالكات
ودعي ضياء الفجر يشرق كلّ حين.

ذة. هندة السميراني / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *