أغنية على حافة السؤال …………… / بقلم: ذ. نورالدين العسري / المغرب


كلما نظرتُ حولي،
لا أرى سوى،
حصّتي من أديم التراب
ترسمني على وجه الريح،
وتندثر.
وكلّما لملمتُ خطاي،
كي أمشي الهوينا حافيا،
يتشرد ظلي على الهوامش،
ولا أصل إلى صفوة المزاج.
قد أندم ،إذارجعت إلى أصل السؤال ،
-هل للأزل طعمُ ورائحة التفّاح!؟
يا نديمي!
لولا، سرّ الحمام في عينيك
لسسقطت في قرارة نفسي،
وكنت ضحية الغياب،
فرتب كينونتك،
كما تشتهي الرياحْ
كن سيد هذا الاضطراب
قريبا من هوسي الدوري
رتب أحزانك،
وداولها بين قمر وقمر،
بين كأس وكأسْ،
فما أدمى الجرح إلا ألم الأمسْ
وما العمر منا إلاّ برقٌ لمحناه غفلة، ثم راحْ.
تلك التلال البعيدة،
حديث الغائب للغائب.
و رسائل العاشقين! سافرتْ بالعشاق
إلى حدائق الكون العتيقة.
و أثر الإله، ملح تقتفيه القوافل في مدّ الصحاري
لا في ضيقِ المَحاربْ.
لكن، أنت قريب مني يا صاح
وأنا مدمنٌ على عناقك،
فاقترب مني كلما استطعت،
أريدكَ داليةً طازجة
لأعصرَ من الليل ليلا لي و لك.
أنت آخر العنب،
وهذا الخريف، خريف عابر
كأمير قلق يتلهف لحسم الملك
تعبَ الحراس من حيرتهم،
وناموا ……….
فافتح قلبك وانبثق من ثناياه.
أنت أغنيتي التي رجمتْها أيادي الكهان
فتجول، إذن، في كل الحقول
لأقطف ذبذبات نبضك من الفصول
أنا نايك المكسور، و لا زلت تشبهني
فابك معي وجع البعيد، الحاضر فينا
أنا قيثارتك ، المشدودة بأنفاسك،
فغن معي تلك الأغنية التي وئدت في القبور.
وقل:
لم يتركوا بابا ولا مفتاحْ،
لكننا مررنا،
ووجدنا أنفسنا داخل أنفسنا
متشابكين
كداليتين
تتسلقان السور،
وردّد معي، السؤال الآتي،
هل للأزل طعمُ ورائحة التفاح!؟

ذ. نورالدين العسري / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *