وعن عطرك !
المتوّغل في عشيّات الخريف
ينبؤني عن طالع المجهول
على سطح قهوة سّوداء
عن سيجارة تتنّفسّ مع الحلم والحيرة الهواء!
عن ثقل الوحدة
والزّمن كوارث وخوف
من مجهول الوباء!
وعن ضحكة بلا رفقة
يصلني من صخبها الكاتم الصّوت الصّدّى
وعن تلك العابرات
يشكينك طول آهاتهنّ و وجع الهوى
وعن صديق بتر ذراع الوّدّ
ونزل عند النّكران مقيما دائما!
وعنّا ونحن نخيط الأيام
من عقود لنعمّر خيمة ثابتة
حضر مع اللًيل هطلك مدججا
بطيفك الاسمر
ونقوش الألوان على مزهريّة أعمارنا
يسرقني،
من وهج الضّوء
إلى ليلك الوارف اليقظة
لننسج معا قشيبا يقينا قسوة
الغربة في وطن يوجعنا
فيه الانتماء!
وأرض تخدشها سهام عقوق الأبناء
وقسوة تفاصيل اليومي على تلال الحياة!