وأنا أقضم أطراف الوقت
بين أرق وغفوة
تراءى لي ذاك الطيف
العابر للزمان..
المنفلت من ظلمة
المكان.
ثلاثمائة يوم مرت ..
وساعات ودقائق
بعمر دهر..
ولازال شامخا..
منتصب الهامة،
لايضام ولايهان.
له في الحضور مأرب
وفي الغياب ذكرى
محفورة مثل وشم..
عصية على النسيان.
كلما هلت..
تكسر الصلابة
تزلزل التماسك
وتهز الوجدان..
ما اخضوضبت له
بالفقد ملامح..
ولا تنحى يوما
عن الأجفان..
على جرحي يمشي
واثق الخطوة،
يتهادى
في عزوعنفوان.
وكلما لان من حنين،
مثل الغصن ينعطف..
ينتزع الابتسامة
من مخالب الأحزان.
ويسألني عن الأحباب
من قضى ؟
ومن لازال ينتظر؟
من سلا؟
ومن اعتنق الكمد ملة
وكفر بكل الأديان..
ثم يستودعني
أرق الليالي..
شوك الوسائد..
ونزيف الشريان.