حـــلم طـــويل / بقلم: ذ. المفرجي الحسيني / العراق


قرية قصية
كآبة ،عفونة ،نحيب
تقيم في سفح جبل شاهق مديد
أطفال، نساء ،شيوخ
يرتدون الأسمال
ينقر الجوع البطون
بيوتهم طين
قناديلها عوراء
يرون النجوم تمرّ من
السقوف المتهاوية،
وأجداثهم المتهالكة
حين تغادر أرواحهم أجسامهم
تغادر بعد معاناة إلى الجحيم
أحداقهم شاحبة شاخصة
في حلم طويل ممنوع
قرص خبز وحزمة عشب ذابلة
ريح ترحل تدفع أجسادهم الخاوية
ملتصقين مع الجدران
حتى كلابهم ولّت مدبرة
لا تلتفت إليهم وإن ..بازدراء
يغفون من الجوع
يطويهم الشقاء
كقط مبلول يحتمي بزوايا الجدران
حتى سرد الحكايات حول المواقد
بات موجعا مؤلما
يمدّون أبصارهم للسماء
كفرض الصلاة
حتى أرضهم جرداء
عافها النمل والجراد
أطفالهم عارية أجسادهم
يركضون في متاهات الدروب
ملامحهم ضاعت
أغلبهم أيتام
انكسرت أعمارهم
وخواطرهم
كالمرايا شظايا
القرية تحمل الموت
كالصليب
وواعظ القرية في مسخٍ
يردد ما يريد
أيُّ مسخ هذا
يوعظ والقرية أموات.


ذ. المفرجي الحسيني / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *