جذوة / ذة. رحيمة بلقاس / المغرب


ألف عام من الليل
حتى غدت الأرواح
عرجون ظلمة
تلبسها دروبها الغجرية
يتلطخ الضوء بالضباب
وتنغلق أبواب الطيف
يا تلك العيون المحدقة في العتبات
لا تنسيْ أن تمسحي العتمة
عن الأبواب
لينسلّ منها قزح
يراقص ظله
ينشر في الغيب
رخامة الصوت
فتطرب الرعود رقصا
على ألوان الأنغام

ألف كفّ للقدر
تعبث بأقمارها الآفلة
تحنّطت أرياش الشمس
في عيون المسافات
فانفجر شهيقها
بين مواكب الخاشعين
وبُردة صقيع
توشح أشجارها العارية
يوشوش سواقيها
خرير سراب
يتدفّق بين أدخال الأسقام
وسهام الجذب
تلاحق الراحلين
بين فجاج عقيمة
تُجدْوِلُ ملامح الأوار
ورغوة القتامة
تغطّي أغصان النجوم
فيختنق البصر
في حنجرة الأطيار
وتتقزّم بؤرة الضوء
في مداها الشاسع بالغياب..
وأغنيات الغمام
تدغدغ طراوة الحلم
الهارب إلى صداه
تُمَوْسقه رعونة ماء
يئن في وجع ريح
وضوْع الريحان يغشى الأقدام
المتزاحمة على أبواب طين
تنزفه كهولة الأنسام

ألف عين للساعة
تدق ناقوس البكاء
تغسل الجدران الآيلة للسقوط
تجرف عنها الوحل
لتخف حمولتها
وتشرئب برؤوسها
إلى صور معلقة
بدروب الأيام

ألف عام من الحجز
تجاسر الجدران
بأرواح محجورة نحلق
في سماوات الأزل
ورتابة الرنين
تأرجحنا مطارق الإعدام
كيف نكسر أنف العدم
وفي وهم حياة لا تسعنا نسبح
نحشو وسادة الأبد بوحش
يخيف كوابيس المسافات
الفاصلة بيننا وزهرة المحال
المنتهية في جوف أفعى
رماها قضاءٌ بطريقنا
وتهوي المطرقة “محكمة”

ألف عام من الطنين
أيتها العابرة في دمي
لا زلت أبحث
عن مخرج
ما زال خطوي
يتلمس دهاليز الطريق
كي يجلو الوجل.

ذة. رحيمة بلقاس / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *