المحاور الأساسية
تقديم
المبحث الأول:
- تعريف التواصل
- نظريات التواصل
المبحث الثاني:
أنواع التواصل
خاتمة
**********
تقـديـم :
يعتبر التواصل أساس حياتنا اليومية، فنحن نتبادل كميات ونوعيات ضخمة من البيانات والمعلومات، فمن السؤال عن الأحوال إلى تبادل المشاعر، ونقل الأفكار واستعراض الأخبار ومناقشة وجهات النظر وتوفير المعلومات، كما أن الصيغ التواصلية وكذلك مجالات التواصل متنوعة وواسعة جدا، فهو ليس بالضرورة شخصيا، بل يمكنه أن يتم على مستويات أخرى بالحركة أو بالنظرة وغيرها من الأنسقة غير اللغوية.
ونظرا للأهمية التي يضطلع بها التواصل في العلاقات الإنسانية، آثرنا مقاربته في بعض جوانبه المتعلقة بنظرياته ومكوناته وأنواعه.
وعلى هذا الأساس قسمنا محاولتنا الدراسية هذه – كأسلوب إجرائي – إلى مبحثين:
- مبحث أول : يقف على مفهوم التواصل لغة واصطلاحا ويقدم بعض النظريات المتباينة التي تتخذ من الفعل التواصلي موضوعا لها وتسعى إلى تحديد آلياته وشروطه.
- مبحث ثان : يتطرق إلى أنواع التواصل حسب الوسائل وحسب المشاركين في العملية التواصلية.
وذيلنا محاولتنا هذه بخاتمة عن الشروط التي تنجح الفعل التواصلي وعن المعيقات التي قد تفشله.
المبحث الأول :
1- تعريف التواصل :
لغة تعود كلمة تواصل Communication في أصلها إلى المصطلح اللاتيني Communis ومعناها Commun أي مشترك أو عام.
أما اصطلاحا فالتواصل عملية تتضمن المشاركة والتفاهم حول فكرة ما أو سلوك معين. وهو يعد من أقدم أوجه النشاط الإنساني، أي أنه “خاصية طبيعية ترافق البشرية منذ البداية، وهو عملية آلية وضرورة بيولوجية، ويمكن تعريفه أيضا بأنه طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات بين الأفراد، إذ يمكن إرسالها كما يمكن استيعابها بطرق متعددة تتراوح من الكلمة المنطوقة أو المكتوبة إلى ابتسامة صداقة ومودة، إلى حركات اليدين، إلى تعبيرات الوجه وما إلى ذلك. ([1])
والتواصل لا يكون فقط توجيه رسالة من طرف إلى آخر أو من فرد إلى جماعة، وإنما هو نقل معلومات وأفكار وعواطف من شخص أو جماعة إلى آخر من خلال رموز معينة شريطة تحقق الاستجابة من طرف الآخر، أي أنه مفهوم يتأسس على “التفاعل” L’interaction بين شخصين من خلال تبادل المعلومات قصد بلوغ الغاية وبشكل يسمح للطرفين بالتشارك وعدم سيطرة المرسل على المتلقي، بل تعطي للثاني خيارا ينقذه من سلطة الأول.
2- نظريات التواصل:
حاولت العديد من النظريات التواصلية مقاربة وفهم عمق العملية التواصلية ووظائفها في النفس والاجتماع كل منها من زاوية معينة، ونظرا لصعوبة استقراء كل هذه النظريات، فإننا سنكتفي ببعض النماذج التواصلية لمعرفة التطورات التي عرفتها هذه النظريات ولتقصي العلاقات الرابطة فيما بينها، وأهمها :
أ- النظرية السلوكية :
وضعها المحلل الأمريكي هارولد لازويل Harold Lasswell سنة 1948، وتتضمن العناصر التي بها يتحقق التواصل وهي :
- المرسل : وهو مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية التواصل.
- الرسالة : وهي الموضوع أو المحتوى الذي يكون عبارة عن الأفكار والمعاني التي ينبغي على المرسل إيصالها إلى المستقبل أو المرسل إليه، ويتم عادة التعبير عنها بالرموز اللغوية أو اللفظية أو غير اللفظية أو بهما معا.
- القناة : وهي الوسيلة التي تنقل بها الرسالة من المرسل إلى المرسل إليه.
- المرسل إليه: وهو مستقبل الرسالة أو الشخص الذي توجه إليه الرسالة فيستقبلها ويفك رموزها لإدراك معانيها.
- الأثـر: وهي تفاعل المستقبل مع الرسالة فيكون له رد فعل تجاهها ويسميه بعض المتخصصين بالتغذية الراجعة feed Back وهذا العنصر هو الذي يحدد ما إذا تمت عملية التواصل بنجاح أم أنها فشلت.
وهذا النموذج النظري يندرج ضمن النموذج السلوكي الذي انتشر كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويقوم على ثنائية المثير والاستجابة التي تجعل وظيفة التواصل تأثيرية حسب لازويل، أي تأثير المرسل على المرسل إليه من أجل إصدار رد فعل قد يكون إيجابيا أو سلبيا.
ب- النظرية الرياضية :
واضعها المهندس كلود شانون Claude Shannon والفيلسوف وارين ويفر Waren Weaver سنة 1949، وأهم عناصرها :
مرسل – ترميز- رسالة – فك الرموز – متلقي
وتقوم هذه النظرية على فكرة مفادها أن المرسل يرسل شفرته المسننة أو رسالته المشفرة إلى متلق يقوم بتفكيك هذه الرسالة.
ومما يآخذ على هذه النظرية عدم إمكانية تطبيقها في كل الوضعيات التواصلية، خاصة حين يتعدد المستقبلون للرسالة، وكذلك جعلها المستقبل في وضعية المتلقي السلبي حين تسلمه للرسالة المشفرة.
ج- النظرية الاجتماعية:
هي نظرية ريلي وريلي Riley & Riley ومن أهم مفاهيمها التواصلية نجد مفهوم السياق الاجتماعي ومفهوم الانتماء إلى الجماعة. وتدرس هذه النظرية كيف يتواصل الأفراد في إطار الجماعة التي ينتمون إليها وكيف يتأثرون ويرون الأشياء بمنظار الجماعة لا بمنظارهم. بمعنى آخر يدرس هذا النموذج الاجتماعي العلاقات النفسية والاجتماعية بين المتواصلين داخل السياق الاجتماعي، وبهذا يؤسس لعلم تواصل الجماعة Science de Communication de groupe .
د- النظرية اللسانية:
ويعد رومان جاكسون Roman Jackobson هو واضعها سنة 1964 ويعتبر أن وظيفة اللغة الأساسية هي التواصل، وحدد عناصره في ستة هي :
- المرسل / 2- الرسالة / 3- المرسل إليه /4- القناة / 5- المرجع/ 6- اللغة.
ولكل عنصر من هذه العناصر وظيفتها الخاصة، فالمرسل وظيفته تعبيرية وتأثيرية، و هي تعبيرية لأنه يدخل في رسالته انفعالاته وتعابيره الذاتية وميولاته الشخصية والإيدلوجية، وتأثيرية لأنه يهدف إلى التأثير على أفكار وسلوك المرسل إليه.
والرسالة وظيفتها جمالية : أي أن الهدف من عملية التواصل هو البحث عما يجعل من الرسالة رسالة شعرية ذات بعد جمالي، فلتحقيق التأثير على المتلقي يجب على المرسل اختيار الأساليب الإنشائية والتركيبية الجميلة.
المرسل إليه له وظيفة انتباهية، والقناة وظيفتها الحفاظ على التواصل ،أي تمديد التواصل واستمراره كاستخدام عبارات هل تفهمني ؟، هل فهمت قصدي؟…
أما المرجع فله وظيفة مرجعية واقعية، أي أن المرسل ينقل رسالته إلى المتلقي من خلال معطيات تحيل على الواقع.
أما اللغة أو السنن فوظيفتها لغوية أو وصفية لأنها تنقل الرسالة عبر كلمات وألفاظ.
هـ – النظرية الإعلامية :
وهي نظرية قائمة على توظيف التقنيات الإعلامية الجديدة كالحاسوب والانترنت في العملية التواصلية .وتنبني هذه النظرية على ثلاثة مراحل:
1- مرحلة الاتصال وخلق العلاقة الترابطية Phase de Connexion
2- مرحلة إرسال الرسائل Phase d’envoi des messages
3- مرحلة الإغلاق Phase de déconnexion
المبحث الثاني:
أنواع التواصل:
تتسع آفاق التواصل لتشمل أبعادا وأنواعا متباينة من الأنساق التواصلية ” فكثير من الباحثين يتناولون الاتصال كوظيفة للتعليم وكوظيفة للجماعات الاجتماعية وكوظيفة للعلاقات بين المجتمعات، بل ويعتبرون الاتصال كوظيفة لنضج شخصية الفرد وغير ذلك من جوانب توظيف الاتصال” (2).
ولهذا السبب نجدنا أمام أشكال تواصلية عديدة، ينقسم فيها التواصل إلى أنواع عديدة حسب :
1- وسيلة التواصل : والمقصود بها كيف وبأية أداة يتم التواصل بين الناس وفي هذا النوع ينقسم التواصل إلى :
أ- تواصل لفظي : وهو الذي ينبني على اللغة، ويعد أرقى أنواع التواصل لأنه الوسيلة الكفيلة بنقل الرسالة من المرسل إلى المتلقي ويتضمن ثلاثة عناصر أساسية.
أ أ- اللغة: وهي تعد خاصية أو ملكة إنسانية، أي أن كل إنسان مزود طبيعيا بالقدرة على الكلام وبهذه الخاصية يستطيع أن يعبر عن مشاعره وأفكاره وعواطفه ويتواصل بها مع الآخرين. وبهذا المعنى تصبح اللغة مؤسسة اجتماعية لا تستعمل إلا داخل وسط اجتماعي لأنها أساس التواصل بين أفراد المجتمع ووجودها رهين بوجود علاقات الأفراد فيما بينهم داخل هذا المجتمع.
أ ب – الكلام : يعرف الكلام على أنه الإدراك الصوتي للغة والتعبير، وهو فعل حركي ملموس، وهو أيضا فعل ظاهرللغة، وبدونه يستحيل تمثيل اللغة. ولكي يكون فعالا ويحقق وظيفته التواصلية يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط أهمها النطق السليم، فسلامة الأعضاء الصوتية هي التي تضمن بالتأكيد نطقا سليما وسهولة في الكلام وبالتالي تواصلا بدون عوائق.
أ ج- الصوت : هو ” ظاهرة من ظواهر اللغة وعنصرا فعالا من عناصرها” (3)، ذلك أنه قبل إدراك معاني الكلمات، تحدث رنة الصوت أثرا معينا في المتلقي قد يكون سالبا أو موجبا. و ” الصوت أثر سمعي ينشأ من اتصال جسم بآخر”.(4).
وللتأثير في المتلقي يجب أن نتحكم في صوتنا ونعتمد نغمة مؤثرة، وذلك بالاعتماد على العناصر التالية:
- الإصغاء: إن جلب استماع المتلقي وشد اهتمامه يعد في بعض الأحيان أمرا لا يخلو من صعوبة، ذلك لأنه يستلزم من المتكلم حركية في الصوت والضبط في الإيقاع وسلامة في النطق وحسن الإبلاغ والتنغيم. فالصوت الضعيف مثلا يعوق العملية التواصلية، لأن المستمع سيبذل مجهودا حتى يسمع كل ما يقال له، وبالتالي شيئا فشيئا سيفقد الرغبة في السماع. كما أن الصوت القوي في بعض السياقات قد يتعب السامع ويحدث له تشويشا وضجرا و قلة تركيز.
- الفهم : إن فهم الآخرين أمر هام جدا في العملية التواصلية، وهو عنصر رئيسي في إفشال التواصل أو في إنجاحه.
ولكي يتحقق الفهم في تواصلنا مع الآخر لابد من الشروط التالية :
- * النطق السليم والصحيح: وهو الذي يعطي خاصية الوضوح لكلامنا، ويتم عن طريق حسن التوقف وتجزيئ المقاطع واستعمال الروابط. وكل تلعثم أو ابتلاع للكلام سيزعج بالتأكيد المستمع وسيفقده الرغبة في مواصلة الاستماع.
- * حسن الإبـــــــــــــلاغ : والمقصود به تبني المتكلم لمرتبة وسط بين السرعة في الكلام والبطء فيه لشد انتباه المستمع، فالسرعة تجعله غير متابع لما يقوله المتكلم والبطء قد يشعره بالملل والرتابة، ولذلك يجب التحكم في وثيرة الإبلاغ حتى لا تصبح حاجزا أمام التواصل.
- * الســــكــــــــــــوت: والمقصود به ليس التوقف النهائي عن الكلام، وإنما الوقفات القصيرة جدا وأدوات الترقيم الشفوية (أدوات التعجب والاستفهام، النقط…) التي يلجأ إليها المتكلم لتنظيم خطابه وإيصاله بوضوح.
- * النبر والتنغيم : هما عمليتان رئيسيتان، لأنهما “يعدان بمثابة قنطرة تعبر منها المشاعر”(5) وهما يساعدان على وضوح النطق وسلامة التلفظ ، فقد يحدث أن نغير نبرة الصوت في الموقف نفسه حين نلتقي شخصين، فنحيي أحدهما بحرارة تظهر في نبرة صوتنا ونحيي الآخر ببرودة أو قلة تحمس.
ب – تواصل غير لفظي : وهو التواصل الذي يتم بدون خطاب لغوي. ويتشكل من مجموعة من العلامات غير اللغوية، كالإيماءات والإشارات، والنظرات والحركات ونبرة الصوت. ولغة الإشارات تعتمد كثيرا على الإبصار وهي بشكل أو بآخر تخدم اللغة المنطوقة وفي بعض الحالات تعوضها (حالة الصم والبكم مثلا)، ولكنها تسمح بانعكاس الأفكار والمشاعر وتبيانها بشكل يجعلنا نتمكن من فهم مرسلها. وهذه الإشارات أنواع، أهمها :
1- النظرات : تخلق النظرة نوعا من التواصل بين المتخاطبين وكلنا نعلم أن العيون تكون أحيانا أكثر إيصالا للمشاعر من اللغة أو الكلام، وخاصة بين العشاق والمحبين، لأنها تكون حاملة لمعاني عدة تغني التواصل، وقد نستعمل النظرات في وضعيات وسياقات مختلفة، تجعل منها نظرات متنوعة الوظائف، فتكون إما:
- نظرة لإثارة الانتباه، فالمتكلم الذي ينظر إلى مخاطبه يجعل هذا الأخير متتبعا له لأنه يشعره بالاهتمام.
- نظرة تكون مرآة لشخصية المتكلم : ولذلك تم وصف النظرات بأوصاف ونعوت لا تنتهي ما بين نظرة ثاقبة تدل على الذكاء، ونظرة حائرة وغامضة وأخرى متغنجة، ومبهمة ومتفحصة ومتعجبة ومخادعة وحنونة وغيرها من التوصيفات.
2- الحركات التعبيرية : أكدت الدراسات الحديثة أن في عملية التواصل تشكل الكلمات 7 % والتنغيم 38 % أما النصيب الأكبر فيعود للحركات التعبيرية 55 %، ذلك لأنها ضرورية في التواصل مع الآخرين، وتعبر عما نرغب في إيصاله إليهم. ولها وظائف كثيرة :
- إبلاغ الرسالة : فلا يعد دائما الكلام ضروريا في عملية التواصل، إذ نتجاوزه إلى الحركة التعبيرية للتعبير عما نريد.
- تكرار المعلومة: تصاحب الكلام حركات عفوية تكون تكرارا لما يقال فنستعمل أيدينا ورؤوسنا وحركات جسمية أخرى.
- مساندة الخطاب : أي أنها تتحول أحيانا إلى وسيلة للإقناع.
- التعبير عن وضعية المتكلم : فتشبيك الأصابع مثلا يدل على توتر هذا المتكلم وانغلاقه النفسي، والإمساك بطرفي الذقن بأصابع اليد يحيل على التردد والحيرة.
- إنجاح التواصل أو إفشاله : فحركة رفع العينين إلى الأعلى مثلا يفهم منها عدم الاهتمام، فتؤدي حتما إلى قطع التواصل، وحركات اليدين وطريقة فتحهما تحافظ على التواصل.
3- المظهر الخارجي : هو الهيئة العامة للشخص من لباس ومظهر. ويلعب دورا هاما في جعل المتلقي يكون صورة أولية عن المتكلم وعن سلوكه وأفكاره أو كما يقول يولوند برشارد يكون “أداة فصل بين الأشخاص أثناء التواصل”(6).
4- تعابير الوجه : تعد تعابير الوجه أصدق من الكلمات وهي تبين عن الحالة النفسية للمتكلم والمتلقي على حد سواء. كما أنه من خلالها يمكن أن نحدد انطباعنا عن الشخص وعما إذا كان جديا أو ساخرا أو متسائلا أو متعاطفا أو صادقا أو مشمئزا إلى غير ذلك من الوضعيات.
2- حسب المشاركين : أشارت الأبحاث والدراسات التواصلية أن المشاركين في العملية التواصلية وتباينهم يخلق تنويعات في هذه العملية التواصلية وأهمها :
أ- التواصل الذاتي : المقصود به تلك العمليات التي تحدث داخل عقل الإنسان من أفكار وتجارب ومدركات واختيارات ومواقف وذوق في اللباس والأكل والألوان وغيرها، إنه بمعنى آخر تواصل الإنسان مع ذاته. وقد حظي هذا النوع التواصلي باهتمام علماء النفس الذين ربطوه بالإدراك والمقدرة التعليمية وبكافة الجوانب النفسية.
ب- التواصل الشخصي: هو التواصل المباشر الذي يقوم على المواجهة والتفاعل بين طرفين أو أكثر حول موضوع مشترك وبواسطة هذا التواصل تتحقق العلاقات الإنسانية وتتوطد، كما أنه يسمح بمعرفة فورية لمدى تقبل المرسل إليه للرسالة والأثر الذي خلفته عليه.
ج- التواصل الجماعي : هو التواصل الذي يحدث بين مجموعة من الأفراد الذين يتم التفاعل فيما بينهم عند استقبال الرسالة فيقومون بتفكيك رموزها وتداول مضامينها، مما تتولد عنه مواقف مشتركة.
د- التواصل الجماهيري: هو تواصل أحادي الاتجاه، يتم في أماكن التجمعات العامة. ويحاول فيه المرسل أو المرسلون إشراك المتلقي الذي يكون في الغالب جمهورا عريضا متباين الاتجاهات والانتماءات ويستند في وسائله على وسائل الاتصال.
خـاتـمـــة :
إن التواصل عملية دقيقة وتخضع لمعايير أساسية، وكل إخلال بأحد معاييرها سيؤدي لا محالة إلى فشل العملية التواصلية، ومن المعيقات التي قد تفشلها هناك عدم الاستجابة من طرف المتلقي لأسباب ودوافع شخصية أو لممارسته الانتقاء على الرسالة التي يتلقاها، أي أنه يميل إلى سماع جزء منها ويهمل المعلومات الأخرى فقط لأنها تتعارض مع معتقداته واتجاهه الإيديولوجي، كما أن اللغة وتعدد معاني ألفاظها وعدم إلمام المتلقي بهذه التعددية الدلالية قد يجعله يؤول الرسالة بشكل خاطئ، والإفراط أيضا في إعطاء المعلومات من قبل المرسل قد يشتت ذهن المتلقي فيعرض عن سماع الرسالة.
هذه باقتضاب أهم الأسباب التي تعيق العملية التواصلية وتفشلها، إلا أن تبادل المعلومات والاستشارة والتقييم والإصغاء الجيد والتعاون و المفاوضة، تشكل كلها مكونات النشاط التواصلي الفعال التي تتيح للمرسل و المتلقي تدبيرا أفضل لمختلف الوضعيات التي سيواجهانها.
ذة. الزوهرة الجهاد / المغرب
Zohra Eljihad / Maroc
المراجع المعتمدة بالعربية
1- مجلة فكر ونقد : ملف التواصل، العدد 36 (2001)
2- مفهوم التواصل: النماذج و المنظورات، جميل حمداوي، عن موقع بوابة المغرب. http://marocsite.com/ar/modules/news
3- الأصوات في اللغة العربية، حامد هلال عبد الغفار، ط. 3 (1992)
4- التواصل نظريات و مقاربات، جاكبسون، مونان،مييكي، هابرماس و آخرون؛ ترجمة عز الدين الخطابي و زهور حوتي، منشورات عالم التربية، ط.1،(2007)
المراجع المعتمدة بالفرنسية
1- La Communication orale : R. Charles, C. Williame . Ed Nathan (1988)
2- Savoir Communiquer avec les autres, Burschardt Yolonde. Ed. De Vecchi (2000)
3- Penser la communication, Dominique Wolton, Ed. Champs Flammarion (1998)
1 – مجلة فكر ونقد : ملف التواصل، العدد 36 (2001)، ص 73.
2- مفهوم التواصل: النماذج و المنظورات، جميل حمداوي، عن موقع بوابة المغرب. http://marocsite.com/ar/modules/news
3 – الأصوات في اللغة العربية، حامد هلال عبد الغفار، ط، 3 (1992) ،ص 18 3
4- نفس المصدر، ص 18 -4
5 – La Communication orale : R. Charles, C. Williame . Ed Nathan (1988) P .6
6- Savoir Communiquer avec les autres, Burschardt Yolonde. Ed. De Vecchi (2000), P. 26.