المحاور الأساسية
تقديم
المبحث الأول :
- تعريف الصحافة الإلكترونية.
- خصائص الصحافة الإلكترونية.
المبحث الثاني:
أنواع الأجناس الصحفية التي تحضر في الصحافة الإلكترونية.
خاتمة
**********
تقديم:
في ظل الثورة المعلوماتية بمختلف تقنياتها وفي ظل التحدي الذي جلبته شبكة الانترنت، فرضت الصحافة الإلكترونية أو ما يصطلح عليها أيضا بـ “صحافة الانترنت” نفسها على الساحة الإعلامية كمنافس شرس للصحافة الورقية او الإعلام المكتوب.
كما حققت سبقا كبيرا على التلفزيون وعلى المحطات الفضائية، ذلك لأنها تجمع كافة أشكال الإعلام وألوانه في مساحة واحدة صوتا وصورة وكتابة.
إن الصحافة الإلكترونية أو الإعلام الإلكتروني أصبح واقعا يفرض نفسه على الساحة الإعلامية، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، إذ وصل عدد المستخدمين له في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة ومع بداية الألفية الجديدة إلى ما يقارب 160 مليون مستخدم، ويتوقع لهذا الرقم ان يرتفع ليصل إلى 600 مليون مستخدم في نهاية هذا العام. (2008 م)
ونظرا للأهمية القصوى التي أصبحت تضطلع بها ظاهرة الصحافة الإلكترونية في حياتنا اليومية، آثرنا أن نحاول مقاربتها في بعض جوانبها المتعلقة بخصائصها، وأن نقف أيضا على علاقتها بالأجناس الصحفية باعتبار هذه الأخيرة المادة الأساسية التي تشكل كنه الصحافة الإلكترونية.
وعلى هذا الأساس قسمنا محاولتنا الدراسية هذه – كأسلوب إجرائي- إلى مبحثين :
1- مبحث أول : يقدم ورقة تعريفية لمفهوم ومضمون الصحافة الإلكترونية، ويقف كذلك على أبرز الخصائص والمميزات التي تميزها عن الصحافة المطبوعة ودورها في الانفتاح على العالم وفي تغيير علاقة الصحفي بالمتلقي وفي إيصال الأخبار ومضامين المواد الصحفية بأشكال متمايزة وبأدوات جديدة و متباينة ما بين مكتوبة ومسموعة وبصرية.
2- مبحث ثان : تطرقنا فيه إلى الأجناس الصحفية التي تحضر في الصحافة الإلكترونية والتنويعات التي تعرفها.
وفي النهاية ذيلنا محاولتنا هذه بخاتمة عن الصعوبات والمشاكل التي تعترض الصحافة الإلكترونية والتي قد تظهر بعض الجوانب السلبية منها.
المحور الأول :
1-تعريف الصحافة الإلكترونية :
الصحافة الإلكترونية هي الطبعة الجديدة والمتطورة للصحافة الورقية، حيث تطورت من كونها نسخا كربونية من الصحف المطبوعة إلى ظهورها كبوابات إخبارية وإعلامية ذات شخصية مستقلة نتيجة التقدم الهائل لتكنولوجيا الاتصالات والانتشار الواسع والسريع للمعلومات، بحيث أصبحت عبارة عن عالم مفتوح تذوب فيه الفواصل الزمنية والمكانية.
ظهرت الصحافة الإلكترونية أول مرة في منتصف التسعينات، وكانت جريدة “واشنطن بوست “The Washington Post الأمريكية هي أول من قام عام 1994 بإطلاق موقع إخباري إلكتروني([1])، مدشنة بذلك المشروع الصحفي، فقامت ببث العديد من موضوعاتها على شبكة الانترنت، وتتضمن نشرات تعدها الصحيفة ويتم تحديث مادتها في كل مرة تتغير فيها الأحداث، ولذلك سميت ب “الحبر الرقمي”.
وكانت هذه فاتحة لظهور جيل جديد من الصحف هي “الصحف الالكترونية” التي تخلت للمرة الأولى في تاريخها عن الورق والحبر والنظام التقليدي للتحرير والقراءة، تستخدم كبدائل لها أجهزة الحاسوب بإمكانياتها الهائلة في التوزيع عبر القارات والدول بلا حدود ولا قيود. وبذلك كانت بداية ظهور الصحف الإلكترونية هي بداية ظهور الإعلام متعدد الوسائط عن طريق الربط بين تقنيات الكمبيوتر وبين تقنيات المعلومات ومن تم بدأت الصحف بإنشاء إدارات تحرير خاصة لمواقعها الإلكترونية تتولى تحرير صحيفة تختلف في مضامينها ووسائلها عن النسخة المطبوعة، كما أنها تقدم خدمات لا توفرها النسخة الورقية من الصحيفة مثل حالة الطقس وأسعار العملات والأسهم وحجوزات الفنادق والطيران والسوق الإلكتروني للتبضع والشراء وغيرها من الخدمات ومثال هذه الصحف، صحيفة “نيويورك تايمز” The New York Times([2]).
ولاشك أن انتشار تقنية الأنترنت على نطاق عالمي أتاح مثل هذه الإمكانية والأهمية للصحف الإلكترونية التي أصبحت بعد وقت قصير نمطا يوميا شائعا. ونظرا للأهمية المتزايدة التي أصبحت تتمتع بها، ظهر اتجاه آخر من الصحف الإلكترونية وهو مواقع الأخبار الإلكترونية التي تتخذ مظهر صحيفة متكاملة من حيث المضامين والتسمية، ولكنها تخضع للنمط الإلكتروني في التبويب وعرض الموضوعات وأسلوب التحرير، وهي صحف إلكترونية محضة لا علاقة لها بأية صحيفة وتشتغل على شكل بوابات شاملة تقدم خدماتها من الأخبار على مدار الساعة بالاعتماد على بعض المصادر الإعلامية كوكالات الأنباء أو شبكة المراسلين، ومثال هذه الصحف صحيفة موقع http.//newsyahoo.com كما ظهرت الصحف المتخصصة في أخبار الصحيفة أو البيئة كموقع صحيفة أورت بيجز http://www.earth.pages.com/news.asp المتخصص في القضايا التي تهم الكرة الأرضية.
اليوم من النادر جدا أن نجد صحيفة أو مؤسسة حكومية أو وزارة أو هيئة اجتماعية أو سياسية لا تمتلك موقعا الكترونيا.
ومع عملية التطور السريع لعالم الاتصالات ولعالم الانترنت، تطور عدد المواقع الإلكترونية التي بدأت من مواقع شبكات إذاعية وتلفزيونية كبرى تحتكر المعلومات مثل بي بي سي BBC ([3]) وسي إن إن CNN ([4]) والجزيرة ([5]) إلى مواقع خاصة ومستقلة.
2- خصائص الصحافة الاكترونية :
هناك مجموعة مترابطة ومتكاملة من الخصائص والسمات السائدة في بنية العمل الصحافي الالكتروني، أهمها :
ا– تعدد الوسائط : تعد الصحافة الالكترونية الوسيلة الوحيدة التي بإمكانها تقديم الخبر بوسائط متعددة، حيث استطاعت توظيف جميع آليات التطور التكنولوجي الذي عرفته تكنولوجيات الانترنت لصالح الخدمة الصحفية، وعلى وجه التحديد تكنولوجيا بث الصوت والفيديو والإرسال الحي عبر الانترنت بسرعة فائقة. وكذلك ما تحقق من طفرات في مجال تخزين البيانات ونظم البحث في المواد المقروءة أو المواد المسموعة المرئية، والسهولة الكبيرة في بناء و استخدام الخدمات التفاعلية الحية قدوة بالنجاح الذي حققته مواقع التجارة الالكترونية([6]) ومواقع الفن والموسيقى والألعاب…فقامت بتوسيع مجال خدماتها وتطوير نظم البحث التشعبي عبر الموقع. فكان من نتائج هذا التطور أن ظهر البث الإخباري المتعدد الوسائط وعمليات النقل المباشر عبر التلفزيون ومن مواقع الأحداث وإمكانية التواصل الفوري والمباشر بين القراء المبحرين والصحفيين.
كما ظهرت خدمة استضافة الخبراء على الموقع في حوارات مباشرة وحية واستطلاعات الرأي والملفات السمعية البصرية وغيرها من النظم الجديدة والخدمات التفاعلية التي تجعل من هذه الصحافة وسيلة فعالة لا تقارن بأخرى ولا يمكن الاستغناء عنها.
ومن الناحية التنظيمية بدأت بعض الصحف بتكوين فريق متخصص ومستقل عن محرريها لإنتاج مواد خاصة للنسخ الالكترونية من الصحيفة الورقية. ولعل أبرز مثال على ذلك ما قامت به صحيفة سي إن إن C.N.N وجريدة شيكاغو تريبيون Chicago Tribune ([7]) التي عينت فريقا يفوق المائة من الصحفيين للإشتغال في طبعتها الالكترونية، هذا بالإضافة إلى المختصين التقنيين.
ب- التفاعل والمشاركة : الصحافة الالكترونية تجعل من الكل كاتبا وتسمح للكل بالمساهمة فيها. فالقارئ في الصحافة المطبوعة يبقى دائما فقط متلقيا للمعلومة التي قد يمارس عليها نوعا من الانتقاء حسب ما يستهويه في الجريدة أو المجلة. ونفس الشيء يقال عن التلفزيون، لكن الصحافة الاكترونية عكس ذلك، لأنها تسمح بمستوى غير مسبوق من التفاعل مع القارئ الذي يبدأ بمجرد قراءته للنص أو رؤيته لمادة مصورة، فيقوم بإنجاز رده بالتعليق أو طرح الأسئلة والدخول في جدال مع مصدر المعلومة. وفي إمكانه أيضا التدخل بإيجابية أكبر للمشاركة في صناعة خبر أو معلومة أو رأي.
وهكذا نجد ان ذلك الخبر أو تلك المعلومة تم إغناؤها بوجهات نظر متعددة، جعلت منهما مادة ثرية قد يجد فيها كل شخص ضالته.
ج- الخدمات القائمة على التنوع والفورية : إذا كانت الصحافة الورقية المطبوعة لا تقوى على تقديم خدمات أخرى غير ما تكتبه على الورق، فإن الصحافة الالكترونية تقدم لزوارها سلسلة لا متناهية من الخدمات الفورية، وذلك بأن تكون حلقة اتصال بينهم عبر منتديات الحوار forum وغرف الدردشة والمدونات blogs وحلقات النقاش وقوائم البريد الالكتروني. كما أنها تستطيع مضاعفة التحقق من الأخبار والأحداث بشكل فوري بالاعتماد على تعدد المصادر والإحالات الموجودة على الموقع.
وتستطيع أيضا تحسين معطيات المعلومة سريعا تبعا لمستجدات وتطور الأحداث وهو ما لا يتسع للصحافة المطبوعة التي بدأت تظهر أمام الصحافة الالكترونية قاصرة وأساليبها تقليدية. وحتى ما إذ أرادت تقديم إحدى هذه الخدمات لقرائها، فإنها يجب أن تدرج ذلك في أعدادها القادمة.
د- الإرضاء : بإمكان الصحافة الالكترونية عن طريق ميزة المرونة والاعتماد على التكنولوجيا المعلوماتية والمجانية أن ترضي أذواق جميع زائريها، بحيث يصبح في إمكان كل زائر أن يحدد لنفسه وبشكل شخصي الشكل الذي يريد أن يرى به الموقع، فيركز بحثه على المواد والأبواب التي تهمه ويقصي ما لا يعنيه. كما أنه في إمكانه تعديل هذه المواد بالإضافة أو بالحذف حسب ما يرضي ميولاته وحسب ما يتوافق مع اختياراته الشخصية.
ه-الحدود المفتوحة : إذا كانت مشكلة المساحة المحدودة تطرح على موارد الصحافة الورقية قيودا، فإن ميزة الصحافة الالكترونية هي الحدود المفتوحة لموادها وخدماتها، وذلك بفضل مساحات التخزين الهائلة التي توفرها أجهزة الحواسيب التي تدير المواقع والتي تسمح عن طريق التفريغات المتوالية باستيعاب ما يتجمع لدى الصحيفة من معلومات، فلا يطرح مشكل طول المقال او عدد الأخبار أو سعة مشاركات الجمهور.
و- تلاشي الحدود الجغرافية : بظهور الصحافة الالكترونية، ظهر مفهوم “القرية الكونية” حيث تتلاشى الحدود الجغرافية وتذوب الفواصل الزمنية، وتصبح المعلومة ملكا مشاعا للجميع، تصل من وإلى مختلف أنحاء العالم عكس الصحافة المطبوعة التي تكون مقيدة بالحدود المكانية وأيضا الزمانية.
ز- سقف الحرية : كل من لديه موقف ما من نظام معين، عربيا كان أم غربيا أو مع أي حزب سياسي، ما عليه إلا أن يطلق صحيفته الالكترونية ليجتذب إليه كل من يجد تماثلا مع توجهات الصحيفة ونوعية القضايا التي تحاول إثارتها والكتابة عنها.
وفي بعض الدول وخاصة في العالم العربي، رغم الحجب والإلغاء الذي يمارس على بعض المواقع، فإن إمكانية انطلاقها من خارج البلد واعتمادها على رمز خاص لولوجها قد أصبحت قائمة ، لذلك نجد بعض الأقلام المنفية والممنوعة تتجه إلى الصحافة الالكترونية لتعبر بحرية أكبر عن المسكوت عنه.
المحور الثاني : أنواع الأجناس الصحفية الحاضرة في الصحافة الالكترونية.
حاولت الصحافة الالكترونية اجتذاب العديد من القراء وذلك بتخصيص أبواب صحفية متنوعة وإغناء مواقعها تحريريا بأجناس صحفية عديدة. وحققت في ذلك نجاحا واسعا تفوقت به كثيرا على الصحافة الورقية. فما هي إذن هذه الأجناس الصحفية التي تحضر في الصحافة الالكترونية ؟
منذ البداية نشير إلى أن أغلب الأجناس الصحفية التي وردت في الصحافة المطبوعة، تحضر بدورها في الصحافة الالكترونية إلا أنها ترد بأساليب مختلفة ومتعددة في وسائطها ما بين مكتوبة وسمعية وبصرية. وأهم هذه الأجناس نذكر :
1- الخبر l’ information : لا شك أن سرعة تناول الخبر وبثه هي أهم ميزة للتطور الذي عرفته الصحافة الالكترونية. والميزة الثانية التي تلي سرعة البث هي إمكانية إرفاق الخبر بصور الفيديو لتطعيم هذا الخبر. وهي ميزة لن تتوفر بالتأكيد للصحافة المطبوعة.
كما أن الخبر يتيح للزائر إمكانية إعادة الاطلاع عليه مرات عديدة من الأرشيف، وفي هذا تفوق آخر على القنوات الفضائية التي ينتهي فيها الخبر بمجرد إذاعته، بمعنى آخر الخبر في الصحافة الالكترونية ” حي لا يموت” كما أنه يتمتع بمساحة شاسعة من الحرية في تناوله، وذلك لغياب رقيب يمنعه أو يقص بعض فقراته. وحتى ما إذا تم حجب موقعه كما جرت العادة عند بعض الدول العربية فإنه يتم نهج سبل بديلة لتوصيله إلى القراء كاستعمال البريد الالكتروني E-mail أو نشرة في المنتديات forum أو البلوجز blogs أو بثه من خلال المجموعات البريدية E.Groups .
أما فيما يتعلق بمصادر الصحافة الالكترونية في الخبر، فإن الصحفي لم يعد يستقي معلوماته من المصادر الرسمية فقط، كالوزارات ورؤساء الحكومة والهيئات السياسية والمسؤولين في أي ميدان، وإنما أصبح المواطن العادي أيضا مصدرا صحفيا حين يعاين الحدث وحين يكتب أو يعلق عليه. وهذا يشكل انقلابا في عالم الصحافة.
وإجمالا يمكن تلخيص مميزات الخبر في الصحافة الالكترونية فيما يلي :
- السرعة في البث.
- التركيز والاختصار من حيث الصياغة وليس معنى هذا القفز على ذكر التفاصيل، بل على العكس يوردها الخبر من خلال الروابط أسفل (التفاصيل- المزيد …) والتي يطلع عليها من يريد التزود بمعلومات إضافية.
- إرفاق الخبر بالصور.
- إمكانية إضافة الصوت والفيديو إلى الخبر لتقديم الخدمة الإذاعية.
- التميز بوجود رد فعل فوري على الخبر من قبل زوار الموقع بالتعليق وإبداء الرأي، وبهذا لا يكون الصحفي وحده الذي يصوغ الخبر، وإنما القارئ بدوره يصبح مساهما فيه وقد يجعل منه تكرار التجربة في نقل الخبر أو التعليق عليه صحافيا هاويا.
- الرد والتعليق ينشر آليا دون أن يخضع لأية رقابة إلا نادرا.
لاشك، إذن أن هذه التطوارت التي عرفها جنس الخبر في الصحافة الالكترونية أثرت بشكل قوي في صحافة الانترنت، وجعلت هذه الصحافة تكتسب طابع ” الشعبية” بدل الطابع الرسمي الذي تعودنا عليه كقراء مع الصحافة المطبوعة، والذي يجعل من كل قارئ متلقيا سلبيا، ليس له أي حضور يذكر إلا نادرا حين يسهم بتعليق قد ينشر بعد أن يطاله النسيان أو قد لا ينشر.
2- الملخص la Brève : ويسمى أيضاء الخبر القصير، يقدم مقتطفات من الأخبار بجميع أنواعها كما في موقع ياهو Yahoo في أربع أو خمس جمل بدون عنوان ويجيب عن الأسئلة الخمسة المعروفة من ؟، ماذا؟، أين؟، متى؟ ولماذا؟.
3- الربورتاج le Reportage : يصور هذا الجنس الواقع والأحداث كما هي، إنه أقرب إلى الواقعية لذلك يعتمد في الصحافة الالكترونية على المعالم الدقيقة والموضوعية للأحداث والوقائع والقضايا. يحضر الربورتاج تقريبا في كل المواقع باستثناء موقع ويكيبيديا wikipedia لأنه موقع معلوماتي دقيق.
يعتمد الربورتاج كثيرا على جمالية اللغة والأسلوب البسيط كما يركز كثيرا على خاصيتي السرد والوصف، وذلك بهدف تقريب الحدث من الزائر. وأهم نوع ربورتاجي يحضر في الصحافة الالكترونية هو الربورتاج الآني الذي يعتمد على التغطية الحديثة والمباشرة للحدث المنقول عن التلفزيون أو المصور عبر الفيديو كموقع http://www.youtube.com الذي يحصد اهتماما شعبيا واسعا.
ويحضر كذلك النوع الآخر للروبورتاج الذي يسمى ب”الربورتاج الموضوعاتي” الذي تسقط عنه الآنية، لأنه يكون غير مرتبط بالحدث، ينجزه الصحفي ويتم بثه لاحقا كربورتاج عن مدينة أو مؤسسة أو عن تحفة فنية وما إلى ذلك.
4-المقابلات الصحفية l’interview: في صحافة الانترنت كثيرا ما نشهد مقابلات صحفية تكون على البث المباشر أو غير المباشر على الصفحات المفتوحة للمواقع. ويمكن للزوار إبداء آرائهم وتعليقاتهم عليها إما كتابة في مقالات يفوق عدد صفحاتها العشرة أو مصورة على الفيديو تصل مدتها الزمنية القصوى خمس دقائق. وفي حالة ما إذا كان تعليق أحد الزوار جيدا، فإن مديري الموقع قد يوسعون الحيز المسموح به للزائر كمكافأة له على جودة تعليقه. ومن أمثلة هذا الجنس الصحفي اللقاءات الحوارية والاستجوابات التي تجري مع رؤساء الدول وكبار الشخصيات السياسية والمشاهير حول قضية ما ويكون ذلك إما من مواقعهم الخاصة أو على المواقع المفتوحة.
5-التعليق الصحفي le Commentaire : هو نوع صحفي يقوم على تناول الحدث بالشرح والنقد والتحليل، وبهذا يسمح للصحفي بإبداء رأيه، عكس الخبر الذي يجب أن يتقيد فيه بالموضوعية. في الصحافة المطبوعة كانت مهمة التعليق حكرا على الصحفي الذي يكتب الخبر ويرفقه بالتعليق، ونادرا ما نجد تعليقات لغير الصحفي تدرج في الصحف. أم في الصحافة الالكترونية، فالتعليق لم يعد أبدا وظيفة يختص بها الصحفي لوحده، وإنما أصبح لكل زوار ومرتادي الموقع حق التعليق على الخبر، فلم تعد وظيفة هذا التعليق إخبارية بقدر ما هي فكرية تضيف طعما للحدث بالشرح والتحليل، ولا أيضا دعائية تتوخى توجيه رأي القراء إلى اتجاه فكري أو سياسي معين، لأن المواقع تسمح بنشر كل التعاليق وكل الآراء مهما كانت تمثيليتها لتيارات معينة، ومها كانت انتماءاتها الإيديولوجية. ويكون هذاالجنس في أغلب المواقع كموقع سكاي نيوز http://news.sky.com/skynews/home وموقع يوتوب http://www.youtube.com وموقع الجزيرة والعربية وموقع ياهو http://www.yahoo.com والشرق الأوسط وأغلب المواقع المفتوحة أو المغلقة (منتديات – بلوجز- غرف الدردشة…) .
6-التحقيق l’enquête : هو شكل من أشكال الكتابة الصحفية يتناول بالبحث الصحفي واقعة أو مشكلة أو قضية اجتماعية كانت أم سياسية أم اقتصادية أم إنسانية وذلك بأسلوب متعمق وجريء يحلل الجوانب الأكثر دقة في هذه القضايا ويربط بين مختلف تفاصيلها.
وتعتمد الصحافة الالكترونية كثيرا على هذا النوع في المواقع ذات التخصصات الكبرى مثل موقع ويكيبيديا http://www.wikipedia.org وموقع ناشينال جيوغرافيك http://www.nationalgeographic.com وموقع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء نازا http://www.nasa.gov والذي يقدم تحقيقات في غاية الدقة والأهمية عن البرنامج الفضائي للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك موقع سي آي إي https://www.cia.gov خاصة قسمه ذو ورد فاكت بوك The World Factbook ([8]) المختص في تقديم تحقيقات دقيقة وزاخرة بالتفاصيل عن الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والديمغرافية لكل دول العالم.
وأيضا موقع بوفرتي كوم http://www.poverty.com الذي يعرض بدوره بحوثا وتقصيات هامة عن الأوبئة والفقر والمجاعة ونسب الوفيات وأسماء المتوفين في كل دقيقة، كما يتطرق أيضا إلى أسباب الوفاة ومكانها في كل بقعة من العالم.
7- البورتري le portrait: هو جنس إخباري حاضر في الصحافة الالكترونية ويأتي في الغالب مرافقا لأجناس إخبارية أخرى كالروبورتاج والتحقيق والاستجواب وأيضا الخبر. يلجأ فيه الصحفي حين لقائه بالضيف المستجوب إلى إعطاء صورة حية وتعريفية عنه، وهو لا يكون فقط عن الأشخاص بل يتعداها إلى المدن والبلدان والفنون وغيرها. وحضور البورتري سواء في الصحافة المطبوعة أو الصحافة الالكترونية يكون موازيا لحدث استراتيجي أو هام. كما حصل مؤخرا بعد حدث مقتل بنازيز بوتو رئيسة وزراء الباكستان سابقا، إذ فور الإعلان عن خبر وفاتها بدأت البورتريهات تساق في كل الواجهات وعلى كل المواقع المفتوحة والمغلقة. ويستعمل هذا الجنس أيضا في أيام تخليد ذكرى حدث معين كذكرى يوم 11 شتنبر أو ذكرى الحرب على العراق. وترافق هذا البورتري مشاركات قوية من طرف زوار الموقع بالتعليقات المكتوبة أو المصورة على الفيديو أو المنقولة عبر التلفزيون أو الصحافة المنطوقة.
خاتمة :
لاشك أن الصحافة الالكترونية أحدثت انقلابا كبيرا في عالم الإعلام، وأدخلت تطويرا فنيا وتقنيا وعمليا ليس على مستوى الصحفي وعلى مصادره الصحفية فحسب، بل أيضا على شكل الصحيفة وتناول المادة الصحفية بأساليب متعددة الوسائط، وكذلك على مستوى القارئ، بحيث أصبحت له جرأة أكبر وحرية أوسع في البحث عن الخبر ونشر الرد عليه دون رقيب أو حسيب، إلا أن هذا لا يجعلها تخلو من سلبيات و بعض الصعوبات التي تواجهها وأهمها:
- غياب ضوابط ومعايير الصحافة الالكترونية، لأنه إلى حد الآن لا نستطيع تحديد الصحفي الحرفي الحقيقي من غيره من الصحفيين الهواة المستقلين الذين لا يتوفرون على كفاءة مهنية.
- أحيانا يصعب التعرف على مصدر المعلومة، أي الجهة القائمة على بثها، مما يثير مشكل المصداقية والثقة في ما يتم نقله من أخبار ومعلومات.
- الانفلات الالكتروني، حيث أصبحنا أمام الركاكة الفكرية والخلط بين الأجناس الأدبية وهبوط في الأساليب التعبيرية وضعف صياغة الأفكار، حيث أصبحت العديد من المواقع تنشر الأخبار، والمقالات والتعليقات دون إعادة القراءة والتمحيص الدقيق، وبهذا طفا مشكل تغلب الكم على الكيف.
- توفر الصحافة الالكترونية على بيئة خصبة لتسرب الإشاعات وانتشار الأخبار الكاذبة خاصة مع السرعة الفائقة التي تشيع بها هذه الأخبار.
- غياب النظام القانوني الذي يؤطر العمل في الصحافة الالكترونية.
- غياب آليات التمويل لتغطية مصاريف الصحافة الالكترونية التي تعتمد في إصدارها للأخبار على المجانية، خاصة وأنها على عكس الصحافة الورقية التي تعتمد في مداخيلها على الإعلانات التجارية، لازالت لا تتمتع بثقة كبيرة من لدن المعلن.
- تثير الصحافة الالكترونية قضية أخلاقية تتعلق بحقوق التأليف والنشر الخاصة بالكتاب الذين كثيرا ما يتعرضون للسرقة.
ومع كل هذا لا يمكن أن ننكر فضل الصحافة الالكترونية في إغناء الإعلام بشكل كبير وفي الدفع بنظيرتها الورقية إلى رفع سقف حريتها لمجاراة ما تقدمه الصحافة الالكترونية من تنويعات ووسائل ومضامين كالتي سبقت الإشارة إليها.
ذة. الزوهرة الجهاد / المغرب
Zohra Eljihad / Maroc
المصادر المعتمدة
1-الموقع الإلكتروني ڴوڴل http://www.google.com
2- الموقع الإلكتروني ياهو http://www.yahoo.com
3- الموقع الإلكتروني يوتوب http://www.youtube.com
4- الموقع الإلكتروني ويكيبيديا http://www.wikipedia.org
5- الموقع الإلكتروني بوفرتي http://www.poverty.com
6- الموقع الإلكتروني سي.آي.إي فكت بوك https://www.cia.gov
7- الموقع الإلكتروني ناشينال جيوغرافيك http://www.nationalgeographic.com
8- الموقع الإلكتروني نازا http://www.nasa.gov
9- الموقع الإلكتروني سكاي نيوز http://news.sky.com/skynews/home
10- الموقع الإلكتروني بي.بي.سي http://www.bbc.co.uk
11- الموقع الإلكتروني أورت بيجز http://www.earth.pages.com
12- الموقع الإلكتروني نيويورك تايمز http://www.nytimes.com
13 الموقع الإلكتروني سي.إن.إن http://www.cnn.com
14- الموقع الإلكتروني الجزيرة http://www.aljazeera.net
15- الموقع الإلكتروني شيكاڴو تريبيون http://www.chicagotribune.com
16- الموقع الإلكتروني واشنطن بوست http://www.washingtonpost.com
17- الموقع الإلكتروني http://presse.cyberscol.qc.ca/ijp/observer/genres/genres.html
[1]- http://www.washingtonpost.com
[2]- http://www.nytimes.com
[3] – http://www.bbc.co.uk
[4]- http://www.cnn.com
[5]- http://www.aljazeera.net
[6] – أشهر موقع للتجارة الإلكترونية هو ebay حيث يمثل موقع ايباي دور الوسيط بين البائع والمشتري والمجال مفتوح لأي شخص لكي يعرض بضاعته للبيع أو شراء البضائع. http://global.ebay.com/gbh/home
[7] -http://www.chicagotribune.com
[8]- https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/index.html