وإن عضت أنياب الغربان
بيتي
وإن لحس الكرب..
الطلاء
وإن تورم خشب الأرز الأطلسي
وبكى الباب لوحده
وتوسد معزوفة رثاء
وإن توجع الفرح السابق
وسرت جذوره شاحبة
عبر طين كلسي
وذكرى
وإن تغيرت تفاصيل الحي
ونضبت رائحة الزقاق
وصمت الخيل
عن الصهيل
المباح
وصام الديك عن شغبه
الصباحي
ولفني ما يشبه ولادة الروح
العسيرة
إلى مصيبة الحب!
وإن زحف الموت كقناص الوادي
أو دب الأحراش
وأحدث ثلجه
في تجاعيد التضاريس
وإن بكيت من شدة شوق
ولوعة خيال
وانا أخاتل منعرجات زمن
هاربة
وإن اصطاد الصدأ مفتاح
الولوج
ورماني الحنين لزنده
واستعارني التأوه
لدمعه
وإن أباحت الذكريات متحفها..
لتعذبني
وإن أفرط المكان
في الانقراض
ولبس النسيان
ما تشكل من نسيان
وإن هفت شفتي لفنجان
ونذوب سكر
وإن سهرت..
أغازل قمرا
أناجي الذين انصرفوا
اكتب على صورة أبي
أهبة شغف
وحفنة نعناع
دافئ
وإن أمعنت التأمل
في أرابسك الأقواس المعلقة
على أعمدة رخام يابس
عسى تشفي الجراح..
الغياب
وإن افترشت أرضي الأولى
وكان الطين آنذاك،
وجهي
وقصب الخيزران.. نوافذي
وإن بكيت. ذات غشت سوداء
وكان الهواء ثقيلا
يسيل من أعالي الهضاب
وكانت أمي
تذرف بوحها
تبحث عن شبهي
وقد تحول زعترا كحليا
ورجع صدى.
وإن كانت البلاد باردة
ذات فترة..
ومذياع المساء يدمن أملا
وسجعه
والأشجار ميتة
لا تزهر إلا غيبوبتها
وبعض الخريف.
بقلم: ذ. محمد لغريسي / المغرب
