الأرواحُ المُحلِّقةُ
يتردّدُ صداهم في وجدي
يبعثهم الشَغَفُ من جَدَثٍ
لا يرقدُ فيه إلاّ مَنْ لم يَتَسامَ
فالأثيرُ يقعُ في منطقةٍ رخوةٍ
مأهولةٍ بالثقوبِ
تسّاقطُ دونها لججٌ وأقمارٌ
من مطالعَ شتّىٰ
وعلىٰ حبالهِ كلُّ النفوسِ معلّقة
لذلكَ أقاموا سماواتٍ
وأطّروها بنجومٍ ذاوياتٍ
بيدَ أنَّ البرقَ يحنو
والأرضَ أدمنَتْ ألفَتَها
كنقيضٍ غامضٍ
وهذا ما أتفاداه
فالموجةُ اليابسةُ
علىٰ سطحِ الشاطئِ
لسعةُ عقربٍ
ينتابهُ الشرودُ مستوحشاً
كبرزخٍ ينزلقُ منهُ الزَبَدُ
علىٰ الجوانبِ
ويتكوّرُ كقطعانِ الملحِ
مكتظّاً بأحلامٍ مقتطعةٍ
وغيماتٍ متدحرجةٍ
تتقمّصُ النسيانَ
وتروي عطشَ المتاهةِ
هدأتِ العَبرَةُ
وتلاها دويٌّ صامتٌ
الاحتمالاتُ كلّها تتساقطُ
أجهضَتْها جلجلةُ الحقائقِ
فلا هبوبُ الريحِ
ولا ذرُّ الرمالِ يشفع
بانطفاءِ مَنْ يموتُ اضطراماً
كذلكَ البحر
دلقَ فوقَ حبال الغرقىٰ
أملاحَهُ كلّها.