قَصَدتُ المُدُنَ
والميادين
عاشرتُ الزهّاد،
ورجال الدين
جاورتُ المؤلّفة قلوبهم
ومن بِهِ صَمَم..
في طريقي،
أنام بين الخادعين
والمخدوعين
لا يراني أحد،
ولا المرائين
أَتوَارى عن ضِعاف النفوس
والمستكبرين..
فِراشهم من ريش النميمة
وِسادة من أهل الغنيمة
لا يَرتَدون الاّ جبّة المتملقين
كَزاهِد الاّ في اليقين..
أثوابٌ رثّة
الذقنُ غثّة
القوم ناموا
يَومَ قاموا..
وجوهٌ،
كَسَحيّة اللّيل إذن
كاذبة زالفة،
متزلّفة
مُحنّطة بغبار الوثن
لا تُحسب على زمن..
لَمْ أَصِل بعدُ وَلَنْ
هذا دهرٌ،
مديدٌ
مريرٌ
كريرٌ
غاشي الوهن..
عُدتُ يَومَ عُدتُ
رَثاًّ
غَثاًّ
غِثَاء أَحوَى
أو كَماء أسن.