عصا التاريخ / بقلم: ذة. خنساء ماجدي / المغرب



كل الطرق تؤدي إلى روما!
لكننا نمشي كثيرا ونعود أدراجنا
تعبت صبية تحمل أختها
وهَمَّ القضية
وتعبت الأم والولد..
فكل دروب الخلاص شائكة.
تعب الهوان من الهوان
حينما أصبحت الحرية
تمثالا من فولاذ قاس
قسوة العالم على أسماء الملائكة.
ويبقى تمثالا يحمل مشعل الدمار
قادم على أحصنة الجور
يحرث أخاديد الرعب
يغرس فزاعات للطيور المهاجرة
بإيقاع مسعور
يَزرع الحرية لغما تحت أقدام
الأحرار
يُطعم النازح الجائع والمحروم
نارا.
من يداوي جرح شعب؟
من يطفئ نار تنين الجبابرة؟
نار أكلت القلوب
والشجر والبئر والبحر
وحتى الصبر انصهر
في جوفها المستعر.
توهم لوهلة
أنه سيمحى التاريخ وعلى غفلة
بنيران القهر.
الأرز هنا إبيض من الحزَن
وهناك على أدراج بعلبك
يستنكر العشب وقع أقدام الغرباء
وتنتفض الحجارة
وتصرخ في وجه الزوابع الرعناء:
نحن المنسيون
في حاضر مولع بالوحشية
ومن تكونوا وإن تفرعنتم؟
ما أنتم سوى ورثة الآرية.
الغيم الأزرق أصيب بالأرق
أغمض عيونه على نار ودخان
أصبح وحيدا والمدينة.
حتى الريح أصيبت بدوار
إلى حدود الغثيان
تعانق أعمدة المعبد وتزأر:
أخذتم كل شيء
إلا روح الشهـيـد.
إن التاريخ لا يخترع
بل يكتب بعصا وبندقية
ودم الشهيد مِـداده.

ذة. خنساء ماجدي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *