موت الشعر / بقلم: ذ. المصطفى نجي وردي / المغرب


أنا من مات شريداً
ومن متُ أنا
أعتصر كؤوس الوجع
العاتي
ارشف عبوات
ناسفة
وأذوب في جراحاتي..
كلمني..
كلَمني الشعرُ والشعراءُ
قلتُ له دعني
فلستُ من الشعراءِ
وكلماتي أفصحُ للشعر
ولا شعرُ..
أين الشعرُ والشعراءُ
ونحن نعلم أن الشعرَ
عراءُ
وفراغُ
ومن يتولاكَ يا شعرُ…
كلما كلمني الحنين
اشتقت لبعض نبضاتي
وسرحت أفتِلُ حبلَ
قصائدي
وأمدد لها كل قافية
تاهت
وتنهدتْ
واتكأت على خاصرة
الأيام
تئن بوجعٍ وتقول
بأي وجع كتبت الشعرَ يا شاعرُ..!
تتطاول أنت يا متزلفاً
حين أرقٍ وتماهٍ..
تقرضني الشمسَ ذات اليمين
وذات الشمال
فأتيه وأفقد بوصلة
الشعر.
يا لائمي…!
هل جرَبتَ أن تحمل منفاك على
كتف السفر
وفي تذاكر السفر
وفي نقط التفتيش
وأنت تجر منفاك
وفي الأماكن التي تفارقها
وفي الأماكن التي
تستوطن..
وتاريخ جواز السفر قد أوشك أن
ينقضي…؟!
هل حزرتَ يوما أنك تمشي..
منهوك القوى
مطأطأ الرأس
منكَس الأعلام
بلا وطن
وبلا عنوان تهتديه
وبلا شارة..؟
ويوماً
مكسور الجناح
مهيضَ الذراع..
ووطن افتقد بريقه وسط
الرعاعِ
يوزعونه بينهم بالتساوي
وبغيره..
ينهبونه
وهم فاقدي الهمة..؟!
بين غازٍ يتربص
وطاغٍ يهيمن كلما ضاق
الصدر
أينك يا وطن الأحرار
يا وطن الآصال
ويا وطن الأحزان
ويا وطن الأحرار الرجال..!
ما بقي في رقعة الوطن
رقعة يؤمها العشاق…
هل سألتَ الشعر يوما
كيف ينفق
وكيف يموت بين المخالب
وما الشعرُ..!؟
وحين تتلعثم..
وتكاد تبكي
والوجه فضٌاحُ
وأرى في عينيك
دمعا
وأنت تشهق…

ذ. المصطفى نجي وردي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *