لسيدة مبجلة…! / بقلم: ذ. محمد لغريسي / المغرب


أمي..
باب أفتحه.
عندما يهم التوقيت المخصي.
بسوء،.
روح تجود علي بروحي،.
أغنية خلاسية أتوق إليها.
وأنا.. رسول “اغريقي”.
يوحى إلي بكتاب.
بين جبال.
وأيام..
أمي..
لا مكان لي.
في هذا السديم..
إلا المنزل الذي تنزلين فيه.
لا موسيقى أسبح إليها.
إلا رنة دماليجك الفضية.
إذ تناغي.
أشواقي..
لا بلورا يضيء..
إلا البلسم المشع.
من أقراطك الموريسكية..
لا امرأة..
فوق هذه الأرض المتوحشة.
تستهوي المزاج.
يا والدتي.
لا أنثى.. تغرد بالإغراء الذي أحبذ..
سوى.. ظفائرك اليمنية.
أمي
وهي تشمر عن أكمامها
ترتعش..
الأشباح التترية!
يخر المسدس ملعونا إلى كهفه!
أخلد مستثنى..
مصطفى
إلى أدق فرحة..
ثم ألعن الأحزان.
أمي..
لا قطران يرزح على عطري..
لا أصفاد
تكبل عمودي الفقري،
لا لقالق تهجر الكنائس!
وأنت يا خنساء الحظ
تمدين لي
حبل المودة
والمدد.
أمي..
عندما أدنو منك
يأتيني النبيذ..
المعتق خاشعا ك”ابن يقظان”،
أنتحر في اللامعقول..
أرتدي ما يرتديه الأحمق
والمجنون،
أستدرج كل هم
إلى
مقصلته،
أغرق كل سياج
في
طمي
هناك..
أمي..
انا خامد
مثل طلقة بندقية عتيقة
لكنني..
عندما أحضر
قرب الوشم المنسدل
من أنفك الباهظ- الغالي
تشتعل صبابتي
نحو تلك الأقاليم:
يا كأس شاي كملاك!
يا قطعة شعير كحلوى!
يا مخدة لا تغفو..
يا ضحكات كالأساطير
يا دارا تتوارى كسعال شتوي!
وحين..
أستنجد بالممر القديم
وشقوق السقف الخشبي!
تتمثل الغرفة لي..
والبهو
وشجرة “الشويلاء”
كبلاط
أزرق
وسيم.
وأنا..
كعنكبوت..
فقد مخالبه
أتذكر.. ما ضاع من آيات الشيخ
ورواء الوريد
أهب لأشد الوثاق
من لهاث الزمن
لكن قدمي المذنبة تخطئ الصلة!
ضحكتي صارت فنجانا
مقلوبا..
حيتانا تمضغ المراكب.
دمت.. يا والدتي
سيدة مبجلة.
دمت..
سنديانة نحو سدرة المنتهى.
رافقك العز
كما أمير وظله.
حفظك الله فوق الأرض
وتحت الحوض.
أطال الله العمر
ما بعدت السماوات السبع
يا أنجم.
رزقك الكريم عافية سرمدية
هنا
وهناك..
سيدتي.. قدسك المجد !
أمي رفيقتي
عندما يكل الساعد!
صديقة..
عندما تخونني الوقت
والطريق!
حبيبة.. لما تتربص بي دموع التماسيح!

ذ. محمد لغريسي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *