أنفاسٌ من وجْدٍ (سرد تعبيري) / بقلم: ذة. سامية خليفة / لبنان


كيفَ ينبتُ العشبُ على أرضٍ ضحلةٍ حيثُ لا ماء لا هواء لا تراب، إنّما أنفاسٌ من وجدٍ تمنحُ القفارَ حياةً؟! هكذا تعرّشُ فسائلُ خيالي الملتفّةُ على أسيجةٍ من نورٍ لتثريَ بالأخضرِ اللّامعِ سهولَ تأمّلاتي ومروجَ آهاتي المزهرة أنينًا وصخبًا رغم صمتٍ مهلوسٍ في الأعماقِ يشمّ بعيدًا عن فضوليّةِ العيونِ روائحَ جثثٍ متحلّلةٍ، يلمسُ وبأصابعَ مبتورةٍ أماكنَهم المغبرّةَ بالحطام والرّماد خلسةً عنْ رقابةٍ مشدّدةٍ مُحكِمةً الحصارَ، يرافقُ أطيافَ أرواحٍ تتلالأُ في السّماء حيثُ يزخرُ الزّمانُ بمجدِهم وعزّتهم، ويعبقُ المكان بمسكِ استشهادِهم. هناكَ يقارعُ بريقُهم أضواءَ النّجومِ. يا لنعوشهم كم أرهقتْ منكبيَّ وأنا أسيرُ حافيةً من الجسدِ بروحٍ ناصعةٍ خرجت من الزّمكانِ الكونيّ إلى مكانِهم وزمانِهم العلويّ لتتشبّعَ مجدًا لتتبّعَ ظلالهم وهم يرحلونَ بعيدًا بعيدًا.

ذة. سامية خليفة / لبنان



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *