في مثل هذه اللحظة
غردت عصافير سفري
وتحرر الحلم وركب شدة الحنين
يحترق القلب كسيجارتي بين أنامل مدمن
يسابق الريح ويتحدى عناد الزمن….
ويرسم في سماء عشقي آيات الخلود،
وينثر في أرض العشاق إلياذة اللقاء.
في ليلي الساهد والمدينة هاجعة
حط جنوني الرحال على وسادتها
ويا لها من مدينة تخضبت شوارعها
بجمال أنوارها الفاتنة وتزينت
كانت الحبيبة مائجة تنتظر بشغف..
كالموج وهو رجراج مضطرب
وبين المد والجزر تنصفق حيرتها
تائهة على امتداد شاطئ لا آخر له
في سعيها حافية بين مقامات الظنون
وصنعت الحسرة مشاهد الدمع البائسة
تحت جناح الحيرة تبكي مرارتها
وبوادر الخيبة تلوح في وكر اللقاء
خيمت ظلال اليأس في أفق الانتظار تسأل
هل ظل القلب أم من وهنهِ ضاع الحبيب؟
وامتد الزمن بسطوته في حياكة قهرها
وطال ذلك الليل بوجع السواد المدلهم
تعاتب القدر الذي ضيع الحلم بتأويله
وأغرقت الأمنيات في دمع العتاب بحسرتها،
أنهكها الجري بين أبواب الرجاء المتتالية
وسقط الورد على أرض غربتها يحتضر،
حتى رنَ للسمع وعدُ اللقاء كما التمني
وطل مركب الرجاء في الأفق مترجلا
كم كانت الفرحة ومسافة الوصل طويلة
والزمن عنيد بالتراخي في أشد تباطئه
وارتبك دمع الأمل وامتزج ببسمتها
وسقى الامل من جديد وأزهرت مواعده
أشرقت شمس اللقاء دافئة في غرفتها
واختلط العناق بشهقات الشوق الحالمة
وآوى الدفء إلى عمق الرجاء يلتمس
ما طاب من زينة اللحظات الباسمة
تنافح النفس على وثار الحب مناهل العشق
وتعتصر الروح شهد التودد.
ضمها برفق الحنو إلى صدره كطفلة
وبدأ الحلم كالطفل يرسم لمسات متعته
والشوق يروي على صدرها الحكايات الآسرة
والرغبة كفراشة الربيع على شفتيها تتبختر
يعزف الحنين شهد مكامن تشوقه
ويسقي الثغر كؤوس المصفى مترعةً
في أحضان السمر والشجون الحالمة
وأشرقت العيون بنظرتها وتمردت
ورحل النوم والوجدان على بساط الهوى منتشيا
يُشيد أسطورة عشق جديدة في بلد
شُيد فيه العشق أجمل أساطيره
وراقص الحظ فيه جمال الأمنيات
يلاطف الأيام بالورود اليافعة
ويبني وكر الهيام بهمسات الاشتياق..
عقد العهد بذمته تحت لواء مودةٍ
أنجبت العزيمة أجمل قصة في زمن دهشته
وشيدت معالم سحرها في قلب المدينة الصاخبة
لاتزال في حدائقها على الشجون شاهدة
تضاهي حكايات سلاطينها وتتحدى
بشروقها كل صباح على قصورها الفارهة
التي شيدها هوى آخر عمر كانت يائسة
وأحياها إصرار اللقاء على وصلٍ طال موعده
بأنامل التودد لاطفت في مرورها جسد شوارعها
ومسحت دموع الحزن والكآبة من شموخ مساجدها
وشهد شاهد من أهلها في عامته
أن العشق الخالد لا تقهره السنون…