أخبار الصباح خنجر يهتز في خاصرتي فينزف.. ذاك التعب الذي يتسلل إلى الجسد فينهكه.. وذاك الإحساس بالخيبات.. بالهزائم..
أنا ما خنت القضية…. لكنها أمي غادرت ذات فجر.. حزمت حقائبها وأخذت قلبي معها.. ذاك أبي غصن شامخ هزته العاصفة إلى النأي القصي.. ما كنت خائنا.. ما كنت ضعيفا.. لكنها السكاكين في ليل مدلج أطبقت قبضتها.. نالت مني الكثير.. كيف أعيش بطعناتي وقلب مكسور.. ها هي العبرات أخيرا تخصب اجتفاف العين.. هل إلى فرح من سبيل؟! هذا الوجود ما كنهه؟! الفرح شح.. الأرض جفت.. اهتزت في موطني فأدمت القلوب.. خراب.. دمار.. ورائحة الموت تشيع الرعب.. السماء تنظر ولا تمطر.. آه بل أمطرت قذائف على غزة.. القلب مكلوم يترقب وأخبار الصباح توجع.. وأنا أنكمش في ركن قصي.. أتكور على نفسي.. أحتاج أمي…. ما عدت أتحمل قسوة العالم…. أنا العربي العاجز.. المقهور بلعنة الوجود.. ما كنت بدعة.. ماكنت وهما.. لكني اليوم طريد الخزي…. تلاحقني لعنة السماء.. يا جبال الحزن هزي رحالك عني.. حتى أتحرر من عبء السنين.. من الخيبات.. من الهزائم التي لا تنتهي.. أنا حزين.. العصافير تغادر أوكارها في هجرة مجهولة.. الربيع ما عاد يزور قلبي ولا موطني.. وأنا شتات الفكر يضنيني.. أحتاج أمي: لازمة أرددها.. أحتاجها كي أحتمي بحضنها.. مقص الزمن لم يفلح في قطع الحبل السري بيني وبينها.. هل ذاك ضعف مني أن أحتاج أمي؟! أمي ظلت وطنا أسكنه.. حين غابت تهت في غيابات دالجة.. أنتظر خبرا.. أملا.. ينتشلني من هذا الجب السحيق.. الألم يضرب بسياطه جسدي العليل.. وضرب القلب كان أشد إيلاما من الحسام المهند.. تلك الوحدة أدمنتها.. هاذي الهواجس هي لي وحدي.. هذه الهزائم التي أداريها باتت تطفو…. أنا ذاك الكيان المنخور.. المجوف.. يبحث في استماتة عن منفذ…. ما عدت أدمن القهوة وأخبار الصباح.. أنا أبحث عن سماء تحنو.. عن أرض تحتوي.. لا جديد يفرح.. ما في جعبة الزمان من قسوة قد لفظ في جنون.. عالم مجنون سادي.. وأخبار الصباح لا تأتي إلا بالألم..