أتمتع بكتابة شعر خال من التشبيه… / بقلم: ذ. المصطفى المحبوب / المغرب


نحن نشبهك..
لنا قناعات مختلفة ومتشابهة،
اشتريناها بعد نهاية دراستنا الجامعية..
لم نتعجل خنقها يوما ولم نفكر في تهجيرها
من أجل سرقة ساعات لمتع مزيفة..
صحيح أنا لا أمتلك مفاتيح اللغة
وليست لدي الجرأة لأترك عربة الشعر تنام في الشارع..
سأنصحك للمرة الأخيرة بعدم الرحيل..
هناك ستتناول وجباتك بمفردك أو صحبة
تعاسة ثقيلة وقنينة خمر رخيص..
لا تكتب وحدتك على أطباق سلطة
بأجبان متنوعة وخضار مختلفة..
فرغباتك أكبر من هذا..
أعرفك جيدا..
أنت تجيد ترويض الرغبات أما النشر فكان
آخر اهتماماتك، لطالما وضعت إبداعاتك
على رفوف بسيطة..
لم أكن مستعدا للقاء هذا الموت
كانت لي توقعات أخرى ربما أتمكن من التقاطها
دونما حاجة لصحن هوائي أو إرسال.. لأن الشعراء يا صديقي يموتون بسرعة قبل إتمام وجبتهم المفضلة والدافئة، أما الشعر فلا نهاية له..
هل نطوي هذه الصفحة وأخبرك عن جلسات
مساءات السبت الجميلة.. أذكرك بأن لدينا متسعا
من البهجة تكفينا حتى عودتك..
أخبرتنا مرارا بأن الجلوس خلف القيامة سيجنبنا
مآسي كثيرة أما الأسئلة فنشربها بعيدا عن التوبيخ..
الأخبار الأخيرة كانت مغلوطة
لم أعرض قصائدي للبيع لأنها مصابة بمرض ما..
لم أضغط عليها كي تتزين وتبهر هؤلاء الذين
يدّعون أني أفكر في طردها أو بيعها..
قد يكون هناك خلط ما بين بَوحي وبين حجارة
الكَرانيت التي سقطت على بيتي الليلة الماضية..
لا أعرف عدد كؤوس الشاي التي أشربها كل يوم..
حتى عدد زواري أصبح محدودا، خاصة بعدما دهست
سيارة أحد الشعراء أمام بيتي الشهر الماضي..
لكن ما أدركه هو أنني أقرأ نصوصا شعرية لأصدقائي
وأحاول أن أتمتع بكتابة شعر خال من التشبيه والمجاز وأشياء أخرى لا أحب ذكرها..

ذ. المصطفى المحبوب / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *