حرية المشاعر ليست حليفتي.. / بقلم: ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب


كلما سجنت مشاعري…
داخل قفص الحرية
انتشرت في هيكلي فرحة المحرومين.
تفجرت حمما شديدة الحمرة…
رهيبة الغليان.
أفاضت ما بداخلي من شرارات
علها تطفئ لهيبها
علها تطرد وحشيتها الخفية
كي تتخلص منها…
ومن عدوانيتها.
فقد عانقت القهر
مذ أن ولدت في زمن الضائعين.
هي حرية المشاعر ليست حليفتي
بل هي سند وفي…
لكل أشكال الحرمان.
فدواخل عديدة…
مشاعرها على شاكلتي…
إلا أنها…
تبتسم بوجه غير وجهها
منمقة صورته
مزيفة ماضيها…
الذي غبر في قعر بئر منسية
ظانة أن كل من يعرفها عمهم النسيان.
هي نفوس تتلهف للشرب من مياه…
غير مياه آبارها
هي وجوه قبيحة المظهر
خبيثة الأنفاس
تريد كشف كيان غيرها…
والتلذذ بكل أشكال الدواخل
بل تبرع في تقديم الأسرار
للعادي وللبادي …
في أبشع حلة وأمام العيان.
هي نفوس مريضة إلى حد بعيد.
هي لا تملك الشجاعة والجرأة في البوح…
في الإفصاح عما يسكنها
فمهما فعلت
فأمرها مكشوف من حالتها…
من نظرة واحدة لعيونها.
فلا تنخدع أيها المسجون
ولا تبح بسريرتك…
لمثل أصحاب هذه النفوس.
أترك بينك وبينهم مسافة الأمان.
بل أبذل ما في وسعك كي تخدعهم..
كي تراوغهم.
فالخديعة من شيمهم.
وإن صنعوا لحريتك قفصا من أفئدتهم.
احتط ثم احتط.
وكلما جالستهم تكلفا
تذكر سعيهم.
وإن ربطتك بهم ظروف لأزمان.

ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *