ها قد كبرت
و مدينتي كبرت
وصارت بشوارب
قط سمين
وطائرتي الورقية
والأرجوحة
على مدخل الباب
و النهر
وصوت جدي المتهدج
صور
في زوايا الذاكرة
ها قد كبرت
ومدينتي كبرت
و الشمس التي كانت
تنام متعبة في عيوني
كبرت
وصارت
هي أيضا
بشوارب
قط سمين
والطيور التي عبرت أوردتي
في مساء بعيد
كأغنية
صارت طائرات حربية
تكره
بساتين القمح
و أطفال المدارس
فلماذا
كلما
كبرت مدينتي
وصارت بشوارب
قط سمين
أتيه في شوارع
رأسي
ولا أستطيع الصعود
إلى سقف الوردة
ولا أستطيع
كتابة اسمي
على مثلث الحلم
ولا أستطيع
النوم خارج سرير الليل
مدينتي
كانت تعلمني طقوس
الحياة :
كيف أصنع فنجان قهوتي
وكيف
أرد التحية
على وردة الصباح
وكيف
أحيي عامل النظافة
وكيف
أربي أرانب الوقت
لكن
مدينتي كبرت
ولم
تعد
تعرفني
ولم
تعد تنتظرني
كما
كانت
على باب الحلم.
ذ. المصطفى البحري / المغرب
مجموعة (وجهي الذي يركض في الشارع) منشورات جامعة المبدعين المغاربة.