قرّرت إعداد أكل الغد، وترتيب المنزل ليلا، لأنّ يومها في العمل، غدا سيكون طويلا، دخلت المطبخ، شرعت في تحضير الأواني والبهارات، وتقشير البصل والخضر، وتقطيع اللّحم وغسله، ثمّ وضعت القدر فوق النّار،، وبعد برهة من الزّمن ومع هدوء حركتها، انتبهت للحثيث القريب منها، لترى على زجاج الخزانة، خيال زوجها يترّنّح بمفعول النّعاس، لم يكلّمها، لم يلتفت حتّى ليراها، وهو عائد من الحمام لسريره، لم تكترث له ومسكت الملعقة لتحريك القدر، ثمّ شرعت في تجفيف الصّحون، و إذا بيده تسحب من بين يديها المنديل بقوّة، أزعجتها حدّ الذّعر، ثمّ وضع أمامها كأس الماء الذّي قال لها بانّها طلبته منه، رفعت رأسها لتتأكّد منه، وتسأله لم نهض على غير عادته، وأنّها لم تطلب منه شيئا، لم ترى أحدا، وكأنّه تبّخّر، أسرعت نحو غرفة النّوم، وجدته يغطّ في نوم عميق،،، عادت بخطى ثقيلة، لترى فوق سدّة المطبخ صينيّة مغلّفة بورق الاليمنيوم، صرخت بأعلى صوتها،
هرع نحوها زوجها مذعورا، أخبرته بما حدث، ربت على كتفها وأخبرها أنّها من أعدّتها بعد صلاة العشاء، لفطور الغد، ووضعتها لتنخفض حرارتها قبل أن تحفظها في الثّلاجة،،، هدأت، واستغفرت، ثم أتمّت ترتيب وتنظيم كلّ شيء، وقبل أن تدخل للنّوم، دخلت لتقوم بروتينها المسائي للعناية بالبشرة، والشّعر، وجدت زهرة التّوليب المفضّلة لديها تعمّر المزهريّة، حملتها، بين كفيها لتشكر زوجها، وجدته يشاهد شريطا تلفزيّا، استغربت من وجوده هناك، ثمّ صرخت بأعلى صوتها، فهو نفسه لمحته داخل المطبخ، نهض مسك يدها، أعلمته بغرابة ما يحدث، وبالزّهرة الموضوعة حديثا، هدّأ من روعها وأخبرها بانّها كانت ٱخر ما أهداه إيّاها قبل موتهما خنقا بحادثة تسرّب الغاز في بيتهم الجديد….