أرسلت إلي تحية ذابلة
اصفرّت أوراقها وانحنت
رسمت عليها برماد اسمي
مركبا لأفولي وأشرعة من صمت الغياب
و رغبة انطفأت ودخان الوداع
وما تبقى من تعب الذكريات
وأسمال جنون مخضبة بشجون البعد
وابتسامة الخريف الباهتة
و نظرة رحيل من صقيع..
وانا الموجوع بغيرتي نار تشتعل
لما يسرق مني المار بسمتها
و نظرتها.. و سمعها.. و تحيتها
ورعشة خصلتها
و هي تبتعد.. و تبتعد.. و تبتعد..
أبحث عنها في حروفي.. في كلماتي… في صمتي وحيرتي
وعلى كلماتها كل المقامات ابتعدت..
و طال سفرها والركب قريب..
فالتفّ الأمل في الألم و تدثر
وبقي الحلم وحده يغازلني
ويسقي بهيامه مهجتي
ويلهب بالظنون غيرتي
وعلى أوتار وحدتي كعادته
كل يوم بأنغامه الواهية يراودني
أطارد الأيام على صهوة السكون
ومسافات الصمت لا ترحمني.